١ - (سليمان بن داود) بن حمّاد، أبو الربيع المصريّ، ثقة [١١] ٦٣/ ٧٩.
٢ - (عروة بن الزبير) بن العوّام المدنيّ الفقيه، ثقة ثبت [٣] ٤٠/ ٤٤.
٣ - (أسماء بنت أبي بكر) الصدّيق - رضي اللَّه عنهما -١٨٥/ ٢٩٣.
والباقون تقدّموا قريبًا. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، سوى شيخه. (ومنها): أن الثلاثة الأولين مصريون، والباقون مدنيون. (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعي، والابن عن أمه. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) أنه قال (أَخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ) - رضي اللَّه عنهما - (تَقُولُ: قَامً رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ، الَّتِي) ووقع في نسخة: "الذي"، والظاهر أنه تصحيف (يُفْتَنُ بَهِا الْمَرْءُ فِي قَبْرِهِ) أي ذكر الامتحان الذي يمتحنه العبد في قبره، وهو سؤال الملكين. روى الامام أحمد في "كتاب الزهد"، وأبو نعيم في "الحلية"، عن طاوس، قال:"إن الموتى يُفتنون في قبورهم سبعًا، وكانوا يستحبّون أن يطعموا عنهم تلك الأيام".
وروى ابن جريج في "مصنّفه" عن الحارث بن أبي الحارث، عن عبيد بن عمير، قال: يُفتن رجلان: مؤمن، ومنافق، فأما المؤمن، فيفتن سبعًا، وأما المنافق، فيفتن أربعين صباحًا". انتهى (١).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الأثران هكذا نقلهما السيوطيّ في شرحه، وهما موقوفان، وُيحتاج إلى النظر في أسانيدهما فاللَّه تعالى أعلم.
(فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ) أي فتنة المرء في قبره (ضَجَّ الْمُسْلِمُونَ ضَجَّةً) أي صاحوا صيحة (حَالَتْ بَيْني وَبَيْنَ أَنْ أَفْهَمَ، كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) وجملة "حالت الخ" في محلّ نصب صفة لـ"صيحة"، أي صيحةً مانعةً من فهم كلام رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - (فَلَمَّا سَكَنَتْ) بالنون بعد الكاف، أي هدأت. وفي "الكبرى": "سكتت" بالتاء بعد الكاف، وهو قريب من معنى الأول (ضَجَّتُهُمْ، قُلْتُ لِرَجُلٍ قَرِيبٍ مِنِّي) وفي رواية فاطمة بنت المنذر، عن أسماء عند