للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صيام ثلاثين يومًا. انتهى. وهذا مما لا دليل عليه، فقد قال الحافظ -رحمه اللَّه تعالى- بعد ذكره: هذا يحتاج إلى ثبوت السند فيه إلى من يُقبل قوله في ذلك، وهيهات وجدان ذلك انتهى. (١) واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

٢٠٩٠ - (أَخْبَرَنَا (٢) عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ -وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُهَيْلٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ, أَنَّ أَعْرَابِيًّا, جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, ثَائِرَ الرَّأْسِ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ, إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا» , قَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قَالَ: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ, إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا» , قَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِشَرَائِعِ الإِسْلَامِ, فَقَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ, لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا, وَلَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ» , أَوْ «دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ»).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (عليّ بن حُجْر) السعديّ المروزيّ، ثقة حافظ، من صغار [٩] ١٣/ ١٣.

٢ - (إسماعيل بن جعفر) بن أبي كثير الأنصاريّ الزُّرَقيّ، أبو إسحاق القارىء المدنيّ، ثقة ثبت [٨] ١٦/ ١٧.

٣ - (أبو سهيل) نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحيّ التيميّ، أبو سُهيل المدنيّ، ثقة [٤] ٤/ ٤٥٨.

[تنبيه]: وقع في نسخة "أبو سهل" مكبّرًا، وهو تصحيف فاحش، فتنبّه.

٤ - (أبوه) مالك بن أبي عامر الأصبحيّ -وهو جدّ الإمام مالك بن أنس- ثقة [٢] ٤/ ٤٥٨.

٥ - (طلحة بن عبيد اللَّه) بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة التيميّ، أبو محمد المدنيّ، أحد العشرة الصحابيّ المشهور، استشهد يوم الجمل سنة (٣٦) وهو ابن (٦٣) وتقدّم في ٤/ ٤٥٨. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. ومنها: أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، فمروزيّ، (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، عن حَلِيفه، فإن مالك بن أبي عامر حليف لطلحة بن عبيد اللَّه، كما بينه الحافظ في "الفتح" (٣). ومنها: أن طلحة


(١) - انظر المصدر السابق ج ٢ ص ١٥٣.
(٢) - وفي نسخة "حدثنا".
(٣) - "فتح" ج ١ ص ١٤٧.