بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٠٩١ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ, أَنْ نَسْأَلَ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - عَنْ شَيْءٍ, فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ الْعَاقِلُ, مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ, فَيَسْأَلَهُ, فَجَاءَ رَجُلٌ, مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ, فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ, أَتَانَا رَسُولُكَ, فَأَخْبَرَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أَرْسَلَكَ, قَالَ: «صَدَقَ» , قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» , قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» , قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ فِيهَا الْجِبَالَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» , قَالَ: فَمَنْ جَعَلَ فِيهَا الْمَنَافِعَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» , قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ, وَنَصَبَ فِيهَا الْجِبَالَ, وَجَعَلَ فِيهَا الْمَنَافِعَ, آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ, أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ, فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ, قَالَ: «صَدَقَ» , قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ, آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ, أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةَ أَمْوَالِنَا, قَالَ: «صَدَقَ» , قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ, آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ, أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ, فِي كُلِّ سَنَةٍ, قَالَ: «صَدَقَ» , قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ, آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ, أَنَّ عَلَيْنَا الْحَجَّ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً, قَالَ: «صَدَقَ» , قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ, آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ , قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ, لَا أَزِيدَنَّ عَلَيْهِنَّ شَيْئًا, وَلَا أَنْقُصُ, فَلَمَّا وَلَّى, قَالَ: النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «لَئِنْ صَدَقَ, لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ»).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (محمد بن مَعْمَر) بن رِبْعِيّ القيسيّ البصريّ البَحْرانيّ، صدوق، من كبار [١١] ٢/ ١٣٧٠.
٢ - (أبو عامر العَقَديّ) عبد الملك بن عَمْرو القيسيّ البصريّ، ثقة [٩] ٢/ ٣٢٧.
٣ - (سليمان بن المغيرة) القيسيّ مولاهم، أبو سعيد البصريّ، ثقة [٧] ٥٣/ ٦١٦.
٤ - (ثابت) بن أسلم البنانيّ، أبو محمد البصريّ، ثقة عابد [٤] ٤٥/ ٥٣.
٥ - (أنس) بن مالك أبو حمزة الصحابيّ الجليل - رضي اللَّه عنه - ٦/ ٦. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. ومنها: أنه مسلسل بالبصريين، ومنها: أن شيخه أحد مشايخ الأئمة الستة الذين رووا عنهم بلا واسطة، ومنها: أن ثابتا البنانيّ ممن لازم أنسًا - رضي اللَّه عنه - أربعين سنة ومنها: أن أنسًا - رضي اللَّه عنه - أحد المكثرين السبعة، وآخر من مات من الصحابة - رضي اللَّه عنه - بالبصرة. واللَّه تعالى أعلم.