قال الجامع عفا الله عنه: الأحسن تفسير الاستنثار بما فسر به في الفتح لدلالة ظواهر الأحاديث عليه، والله أعلم.
(وإذا استجمرت فأوتر) أي إذا استعملت الجمار في الاستنجاء، فاجعله وترا، ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر، لكن الثلاث واجب، وما زاد مستحب كما تقدم. والله تعالى أعلم، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بحديثي الباب
الأولى: في درجتهما: حديثا الباب صحيحان، أما حديث أبي هريرة فمتفق عليه، وأما حديث سلمة فصححه الترمذي.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكرهما عند المصنف:
أما حديث أبي هريرة فأخرجه هنا ٧٢/ ٨٨، وفي الكبرى ٦٨/ ٩٥، عن قتيبة عن مالك، وعن إسحاق بن منصور، عن ابن مهدي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأما حديث سلمة فأخرجه هنا ٧٢/ ٨٩، عن قتيبة، عن حماد، عن منصور، عن هلال بن يساف عنه، وفي ٣٩/ ٤٣، عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن منصور به، بقصة الاستجمار فقط.
المسألة الثالثة: فيمن أخرجهما معه: أما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري في الطهارة عن عبدان، عن عبد الله، عن يونس عن الزهري به.
وأخرجه مسلم في الطهارة أيضا عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن الزهري به، وعن سعيد بن منصور، عن حسان إبراهيم، وعن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب كلاهما عن يونس، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن أبي هريرة، وأبي سعيد كلاهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأخرجه ابن ماجه: في الطهارة أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، وداود بن عبد الله الجعفري، كلاهما عن مالك به.