بالكسر، وهي المصدغة؛ لأن الخد يوضع عليها، وقيل الخدان: اللذان يكتنفان الأنف عن يمين وشمال، قال اللحياني: هو مذكر لا غير. اهـ.
قال السندي: ولعل ذلك يعني إمرار اليدين على الخدين لأنه قد تبقى عليهما بقية الماء، فيمر الإنسان اليد الخالي عليهما، أو إزالة له سيما في أيام البرد اهـ (قال سالم: كنت آتيها) أي عائشة رضي الله عنها (مكاتبا) منصوب على الحال أي في حال كتابتي.
قال السندي: وهذا مبني على أن المكاتب عبد ما بقي عليه درهم، ولعله كان عبدا لبعض أقرباء عائشة، وأنها كانت ترى جواز دخول العبد على سيدته وأقربائها. اهـ.
(وما تختفي مني) أي تحتجب (فتجلس بن يدى، وتتحدث معي، حتى جئتها ذات يوم) أي يوما من الأيام فـ "ذات" مقحمة (فقلت: ادعي لي بالبركة يا أم المرمنين) أي اسألي الله تعالى أن يبارك لي في مستقبلي (قالت: وما ذاك) أي ما هو الشيء الحامل لطلب الدعاء مني بالبركة (قلت: أعتقني الله) أي أزال عني الرق، وأنعم علي بالحرية، فأردت أن يبارك لي في هذه النعمة الجسيمة (قالت: بارك الله لك) أي فيما أولاك (وأرخت الحجاب دوني) أي احتجبت مني (فلم أرها بعد ذلك اليوم) لكونه حرا غير جائز النظر إليها والله تعالى أعلم، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بحديث الباب
الأولى: في درجته: حديث الباب صحيح (١).
الثانيهْ: فيمن أخرجه: هو مما انفرد به الصنف من الكتب الستة.
(١) قال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد. قلت: في سنده عبد الملك بن مروان، قال في "ت": مقبول: روى عنه الجعد بن عبد الرحمن، ووثقه ابن حبان، والراجح في مثل هذا صحة حديثه. والله تعالى أعلم.