للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وربيع المشهور أربعةً، وربيع الجدول أربعاء، ويصغّر رَبيع على رُبَيِّعٍ، وبه سمّيت المرأة، ومنه الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عَفْراء انتهى.

ويحتمل أن يكون معنى الربيع المطر النازل في وقت الربيع، ففي "اللسان": والرَّبيع أيضًا المطر الذي يكون في الربيع. انتهى.

قال النوويّ: ووقع في الروايتين السابقتين: "إن كلّ ما يُنبت الربيع، أو أنبت الربيع"، ورواية كلّ محمولة على رواية "مما" وهو من باب: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} [الأحقاف: ٢٥] {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: ٢٣] انتهى (١).

وجعل في "الفتح" "من" في قوله: "مما ينبت" للتكثير، لا للتبعيض ليوافق رواية "كلّ ما أنبت".

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: ما ذكره النوويّ من حمل رواية "كلّ" على رواية "مما"، من كون المقصود هنا التبعيض أوضح مما قاله في "الفتح". واللَّه تعالى أعلم.

وإسناد الإنبات إلى الربيع مجازيّ؛ إذ المنبت في الحقيقة هو اللَّه تعالى. وهذا الكلام كلّه وقع كالمثل للدنيا. وقد وقع التصريح بذلك في مرسل سعيد المقبريّ (٢).

(يَقْتُلُ) زاد في رواية الشيخين: "حَبَطًا". وهو بفتح الحاء المهملة، والموحّدة، والطاء المهملة أيضًا: هو انتفاخ البطن من كثرة الأكل، يقال: حَبِطَتِ الإبلُ تَحْبَطُ حَبَطًا، من باب تَعِبَ: إذا أصابت مرعًى طيْبًا، فأمعنت في الأكل، حتى تنتفخ، فتموت. وروي بالخاء المعجمة، من التخبّط، وهو الاضطراب، والأول المعتمد. قاله في "الفتح".

(أَوْ يُلِمُّ) بضم أوله، وكسر ثانيه، من الإلمام، وهو القرب، أي يقارب القتل.

[تنبيه]: رواية المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- هنا، وفي "الكبرى" "يقتُل، أو يُلمّ" بدون كلمة "ما" قبل "يقتل"، وهي ثابتة في "الصحيحين"، وهي واضحة. ورواية المصنّف لها وجه صحيح أيضًا، وهو إما أن تكون "من" في "مما ينبت" تبعيضيّة، وهي اسم عند بعض النحاة، وجعلوا منه قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} الآية [البقرة: ٢٢] فأعربوا "من الثمرات" مفعولَ "أخرج"، ورزقًا مفعولًا لأجله (٣).


(١) - "شرح مسلم" ج ٧ ص ١٤٥.
(٢) - راجع "الفتح" ج ١٣ ص ٢٥.
(٣) - راجع "همع الهوامع" للسيوطي في النحو في "باب المجرورات" ج ٢ ص ٣٨٢.