ذكر عند أبي جعفر يعني الباقر، قال: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء، وقال هشيم، عن ابن عون: كان الحسن والشعبي يحدثان بالمعاني، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه سمع الحسن من ابن عمر، وأنس، وعبد الله بن مغفل، وعمرو ابن تغلب، قال عبد الرحمن: فذكرته لأبي، فقال: قد سمع من هؤلاء الأربعة ويصح له السماع من أبي برزة، ومن غيرهم، ولا يصح له السماع من جندب، ولا من معقل بن يسار، ولا من عمران بن حصين، ولا من أبي هريرة، وقال همام بن يحيى، عن قتادة: والله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة، وقال ابن المديني: مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها (١).
وقال أبو زرعة: كل شيء يقول الحسن: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجدت أصلا ثابتا، ما خلا أربعة أحاديث، وقال محمَّد بن سعد: كان الحسن جامعا عالما رفيعا، فقيها، ثقة مأمونا، عابدا ناسكا، كثير العلم، فصيحا جميلا، وسيما، وكان ما أسند من حديث، وروى عمن سمع منه حجة، وما أرسل فليس بحجة.
وقال حماد بن زيد، عن هشام بن حسان: كنا عند محمَّد يعني ابن سيرين، عشية يوم الخميس، فدخل عليه رجل بعد العصر، فقال: مات الحسن، قال: فترحم عليه محمَّد، وتغير لونه، وأمسك عن الكلام، قال ابن علية، والسري بن يحيى: مات سنة ١١٠، زاد ابن علية: في رجب، وقال ابنه عبد الله: هلك أبي وهو ابن نحو من ٨٨ سنة.
قال الحافظ: سئل أبو زرعة، هل سمع الحسن أحدا من البدرين؟
(١) زاد في هامش الخلاصة ها هنا من تهذيب الكمال ما نصه: وقال يونس بن عبيد: سألت الحسن قلت يا أبا سعيد: إنك تقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنك لم تدركه؟ قال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني أحد قبلك، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك، إني في زمان كما ترى -وكان في عمل الحجاج- كل شيء سمعتني أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو عن علي بن أبي طالب، غير أني في زمن لا أستطيع أن أذكر عليا. اهـ