أَنْبَأَنَا (١) جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ لَهَا: «يَا عَائِشَةُ, لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ, لأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ, فَهُدِمَ, فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ, وَأَلْزَقْتُهُ بِالأَرْضِ, وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ, بَابًا شَرْقِيًّا, وَبَابًا غَرْبِيًّا, فَإِنَّهُمْ قَدْ عَجَزُوا عَنْ بِنَائِهِ, فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -».
قَالَ: فَذَلِكَ الَّذِي حَمَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى هَدْمِهِ, قَالَ: يَزِيدُ: وَقَدْ شَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ, حِينَ هَدَمَهُ وَبَنَاهُ, وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ, وَقَدْ رَأَيْتُ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -, حِجَارَةً كَأَسْنِمَةِ الإِبِلِ, مُتَلَاحِكَةً).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (عبد الرحمن بن محمد بن سلّام) -بالتشديد- الهاشميّ مولاهم، أبو القاسم البغداديّ، ثم الطرسوسيّ، وقد يُنسب لجدّه، لا بأس به [١١] ١٧٢/ ١١٤١.
٢ - (يزيد بن هارون) السلمي مولاهم، أبو خالد الواسطيّ، ثقة متقنٌ عابدٌ [٩] ١٥٣/ ٢٤٤.
٣ - (جرير بن حازم) بن زيد الأزدي، أبو النضر البصريّ، ثقة، له أوهام إذا حدّث من حفظه [٦] ٨٢/ ١٠١٤.
٤ - (يزيد بن رُومان) المدنيّ مولى آل الزبير، ثقة [٥] ١٧/ ١٥٣٧.
٥ - (عروة) بن الزبير بن العوِّام المدنيّ الفقيه، ثقة ثبت [٣] ٤٠/ ٤٤.
٦ - (عائشة) أم المؤمنين - رضي اللَّه تعالى عنها - ٥/ ٥. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سُداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فتفرّد به هو وأبو داود. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين من يزيد بن رومان. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. (ومنها): أن فيه عروة من الفقهاء السبعة، وعائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - من المكثرين السبعة روت (٢٢١٠) أحاديث. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن عروة) قال في "الفتح": كذا رواه الحفّاظ من أصحاب يزيد بن هارون عنه، فأخرجه أحمد بن حنبل، وأحمد بن سنان، وأحمد بن منيع في "مسانيدهم" عنه هكذا، والنسائئ عن عبد الرحمن بن محمد بن سلاّم، والإسماعيليّ من طريق هارون الحمّال،
(١) - وفي نسخة: "أخبرنا".