للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

آيات: فالمراد أولها: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: ٢٨]. انتهى (١).

(بِبَرَاءَةَ) قال في "الفتح": يجوز فيه التنوين بالرفع، على الحكاية، وبالجرّ، ويجوز أن يكون علامة الجرّ فتحة، وهو الثابت في الروايات انتهى.

وفي قوله: "ببراءة" -كما قاله الحافظ- تجوّز؛ لأنه أُمر أن يؤذّن ببضع وثلاثين آية، منتهاها عند قوله تعالى: {وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣]، فروى الطبريّ من طريق أبي معشر، عن محمد بن كعب وغيره، قال: "بَعَث رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أبا بكر أميرًا على الحجّ سنة تسع، وبعث عليًّا بثلاثين آية، أو أربعين آية من براءة". وروى الطبريّ من طريق أبي الصهباء، قال: سألت عليًّا عن يوم الحجّ الأكبر؟، فقال: إن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - بعث أبا بكر يُقيم للناس الحجّ، وبعثني بعده بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة، فخطب، ثم التفت إليّ، فقال: يا عليّ قم، فأدّ رسالة رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فقمت، فقرأت بأربعين آية، من أول براءة، ثم صدرنا حتى رميت الجمرة، فطفقت أتتبّع الفساطيط، أقرأها عليهم؛ لأن الجميع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة". انتهى (٢).

(قَالَ) المحرّر لأبيه (مَا كُنْتُمْ تُنَادُونَ؟) "ما" استفهاميّة، وحذف منه صلة "تنادون" أي به، أي أيَّ شيء كنتم تنادون به

(قَالَ) أبو هريرة - رضي اللَّه عنه - (كُنَّا نُنَادِي إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ) أي فمن أرادها، فليؤمن (وَلَا يَطُوفُ بالْبَيْتِ عُرْيَانٌ) قد تقدّم في الحديث الماضي ما يتعلّق به (وَمَنْ كَانَ بَينَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - عَهدٌ، فَأَجَلُهُ -أَوْ أمَدُهُ-) شكّ من الراوي (إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُر، فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُبر، فَإِن اللَّهَ بَرِئ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولَهُ) بالنصب عطفًا على اسم "إن"، ويجوز الرفع عطفًا على محلّ اسمها، أو مبتدءًا خبره محذوف: أي "بريء"، كما قال في "الخلاصة":

وَجَائِزٌ رَفْعُكَ مَعْطُوفًا عَلَى … مَنْصُوبِ "إِنَّ" بَعْدَ أَنْ تَسْتَكْمِلَا

وظاهر هذه الرواية أن الأربعة الأشهر غاية لمن كان بينه وبين النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - عهد مؤقّت، لكن المشهور أن هذا لمن لم يكن عنده عهد مؤقّتٌ، وأما من كان له عهد، فأجله إلى انتهاء مدته.

قال الإمام أبو جعفر الطبريّ -رحمه اللَّه تعالى- بعد أن أخرج رواية المصنّف عن يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عثمان بن عمر بسند المصنف: ما نصّه: وأخشى أن يكون هذا الخبر وهمًا من ناقله في الأجل؛ لأن الأخبار متظاهرة في


(١) - "فتح" ٤/ ٢١٣ - ٢١٥.
(٢) - "فتح" ٩/ ٢١٤.