للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

«إِنَّ لِلْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ, بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ, أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ, وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ, وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ, وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي, مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ, وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ, ثُمَّ أُحْيَا, ثُمَّ أُقْتَلُ»).

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (هارون بن محمد بن بَكَار بن بِلال) العامليّ الدمشقيّ، صدوق [١١] ١٢٨/ ١٠٩١.

٢ - (محمد بن عيسى بن القاسم بن سُمَيع) -بالتصغير-: الأمويّ مولاهم الدمشقيّ، صدوق يخطىء، ويدلس، ورمي بالقدر [٩] ٢٤/ ١٤٤٣.

٣ - (زيد بن واقد) القرشيّ الدمشقيّ، ثقة [٦] ٢٩/ ٩٢٠.

٤ - (بُسر بن عُبيد اللَّه) الحضرميّ الشاميّ، ثقة حافظ [٤] ١١/ ٧٦٠.

٥ - (أبو إدريس الْخَوْلانيّ) عائذالله بن عبد اللَّه، وُلد في حياة النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - يوم حُنين، وسمع من كبار الصحابة، ومات سنة (٨٠) وكان عالم أهل الشام بعد أبي الدرداء [٢] ٧٢/ ٨٠.

٦ - (أبو الدرداء) عُويمر بن زيد بن قيس- على المشهور- الصحابيّ الشهير - رضي اللَّه عنه - ٤٨/ ٨٤٧. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فتفرد به هو وأبو داود، وشيخ شيخه، فتفرد به هو وأبو داود، وابن ماجه. (ومنها): أنه مسلسل بالشاميين. (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعي. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ) - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ) أي أدّاها مراعيًا آدابها، وخشوعها (وَآتى الزَّكَاةَ) أي أعطاها لمستحقّها (وَمَاتَ لَا يُشرِكُ بِاللَّهِ شَيئًا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-) أي ثابتًا عليه بمقتضى وعده (أَنَّ يَغفِرَ لَهُ) في تأويل المصدر اسم "كان" مؤخّرًا (هَاجَرَ، أَوْ مَاتَ فِي مَوْلِدِهِ) أي سواء خرج من بلده إلى المدينة، أم لم يهاجر، بل عاش في محلّ ولادته، ووطنه، ثم مات فيه.

والمعنى أنه لا يختلف حاله مهاجرًا، وغير مهاجر، بل يغفر اللَّه تعالى ذنوبه في كلتا الحالتين؛ لقيامه بما أوجب اللَّه تعالى عليه، إذ الهجرة ليست واجبة بعد فتح مكّة، كما قال - صلى اللَّه عليه وسلم -: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونيّة".