للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ}؛ لحديث عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - المذكور. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٢٠١ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, قَالَ: أَنَا فِي الْقَوْمِ, إِذْ قَالَتِ امْرَأَةٌ: إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ, يَا رَسُولَ اللهِ, فَرَأْ فِيَّ رَأْيَكَ, فَقَامَ رَجُلٌ, فَقَالَ: زَوِّجْنِيهَا, فَقَالَ: «اذْهَبْ, فَاطْلُبْ, وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» , فَذَهَبَ, فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا, وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «أَمَعَكَ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ» , قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: فَزَوَّجَهُ بِمَا مَعَهُ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (مُحَمَّدُ بن عَبدِ اللَّهِ بن يَزِيدَ المُقْرِئُ) أبو يحيى المكيّ، ١١/ ١١.

٢ - (سُفيَانُ) بن عيينة الإمام الحجة الثبت المكيّ [٨] ١/ ١.

٣ - (أبو حَازِمٍ) سلمة بن دينار التمّار الأعرج القاصّ المدنيّ، ثقة عابد [٥] ٤٠/ ٤٤.

٤ - (سَهلُ بن سَعْدٍ) بن مالك بن خالد الأنصاريّ الخزرجيّ الساعديّ، أبو العبّاس الصحابيّ ابن الصحابيّ - رضي اللَّه تعالى عنهما -، مات سنة (٨٨) وقيل: بعدها، وقد جاوز المائة، قيل: هو آخر من مات من الصحابة - رضي اللَّه تعالى عنهم - بالمدينة، وتقدّم في ٤٠/ ٧٣٤. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من رباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو (١٥٩) من رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرّد به هو، والترمذيّ. (ومنها): أنه مسلسل بمكيينِ، ومدنيينِ، فشيخه، وسفيان مكيّان، وأبو حازم، وسهل مدنيّان. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن محمد بن عبد اللَّه بن يزيد أنه (قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) هو ابن عيينة، كما مرّ آنفًا، وقد أخرجه البخاريّ أيضًا من رواية سفيان الثوريّ باختصار، وأخرجه ابن ماجه من روايته أتمّ منه، والإسماعيليّ أتمّ من ابن ماجه، والطبرانيّ مقرونًا برواية معمر، وأخرج رواية ابن عيينة أيضًا مسلم.

(قَالَ) سفيان (حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ) سلمة بن دينار الأعرج المدنيّ. قال في "الفتح": هذا الحديث مداره على أبي حازم، وهو من صغار التابعين، حدّث به كبار الأئمّة عنه، مثل