للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بمجرّد الوِحي إليها بذلك، قال: وقد قال اللَّه تعالى بعد ذكر مريم، والأنبياء بعدها: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ}، فدخلت في عمومه. واللَّه أعلم. انتهى (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الذي يظهر لي مما تقدّم من الأدلّة أن القول بنبوّة مريم، وأم موسى هو الأقرب إلى الصواب، وأما غيرهما فليس فيه دليلٌ واضح، فلا ينبغي القول به. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٩٩٩ - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ, عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ, عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ عَائِشَةَ,, أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ, كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة.

و"ابن أبي ذئب": هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث المدنيّ.

و"الحارث بن عبد الرحمن": هو القرشيّ العامريّ، خال ابن أبي ذئب.

والحديث صحيح، وقد سبق تمام البحث فيه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

٣٤٠٠ - (أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ,, عَنْ عَائِشَةَ,, قَالَتْ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ, فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا أَتَانِي الْوَحْيُ, فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ إِلاَّ هِيَ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد عندهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة.

و"أبو بكر بن إسحاق": هو محمد بن إسحاق الصاغانيّ، نزيد بغداد. و"شاذان": هو الأسود بن عامر الشاميّ، نزيل بغداد، وشاذان لقبه. وشرح الحديث يأتي في الذي بعده. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٤٠١ - (أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ, عَنْ عَبْدَةَ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ, عَنْ رُمَيْثَةَ, عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ, أَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, كَلَّمْنَهَا أَنْ تُكَلِّمَ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ, وَتَقُولُ لَهُ: إِنَّا نُحِبُّ الْخَيْرَ كَمَا تُحِبُّ عَائِشَةَ, فَكَلَّمَتْهُ, فَلَمْ يُجِبْهَا, فَلَمَّا دَارَ عَلَيْهَا كَلَّمَتْهُ أَيْضًا, فَلَمْ يُجِبْهَا, وَقُلْنَ: مَا رَدَّ عَلَيْكِ؟ , قَالَتْ: لَمْ يُجِبْنِي, قُلْنَ: لَا تَدَعِيهِ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْكِ, أَوْ تَنْظُرِينَ مَا يَقُولُ؟ , فَلَمَّا دَارَ عَلَيْهَا كَلَّمَتْهُ, فَقَالَ: «لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ, فَإِنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ عَلَيَّ الْوَحْيُ, وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ, إِلاَّ


(١) "فتح" ١١٠ - ١١١. "كتاب أحاديث الأنبياء".