للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الطلاق". لكنه ضعيف مرفوعًا؛ والصحيح أنه مرسلٌ (١). واللَّه تعالى أعلم.

(تَطْلِيقَةٌ) أي واحدةٌ، وفي الرواية التالية: "أن يطلَقها الخ" (وَهِيَ طَاهِرٌ) أي ليس بها حيض (في) وفي نسخة: "من" (غَيْرِ جِمَاعٍ) أي من غير أن يجامعها في ذلك الطهر (فَإِذَا حَاضَتْ، وَطَهُرَت طَلَّقَهَا أُخْرَى) أي تطليقة ثانية (فَإذَا حَاضَتْ وَطَهُرَتْ، طَلَّقَهَا أُخرَى) أي تطليقة ثالثةَ (ثُمَّ تَعْتَدُّ بَعْدَ ذَلِكَ بِحَيْضَةٍ) هذا تصريحٌ في أن العدّة تكون بالحيض، لا بالطهر، وهو مذهب أبي حنيفة، وأحمد، وخالفهم المالكيّة، والشافعية، وهو الأرجح، وسيأتي تحقيق ذلك في محلّه، إن شاء اللَّه تعالى (قَالَ الأَعْمَشُ) سليمان بن مهران الإمام المشهور، الراوي عن أبي إسحاق في هذا السند (سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ) يعني ابن يزيد النخعيّ الإمام الفقيه المشهور (فَقَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ) أي فذكر مثل ما ذكره أبو إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه - رضي اللَّه عنه -. ويحتمل أنه قال مثل ما قال ابن مسعود - رضي اللَّه عنه -، أي أفتى بمثل ذلك، فيكون من قوله، لا من روايته. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث ابن مسعود - رضي اللَّه عنه - صحيح.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-٢/ ٣٣٩٥ و ٣٣٩٦ - وفي "الكبرى" ٢/ ٥٥٨٧ و ٥٥٨٨. وأخرجه (ق) في "الطلاق " ٢٠٢٠ و٢٠٢١. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): يُستفاد من أثر ابن مسعود - رضي اللَّه عنه - هذا أن الطلاق ينقسم إلى قسمين: سنيّ، وبدعيّ، وقد بيّن القسمين ابن قدامة -عند قول الخِرَقيّ: "وطلاق السنّة أن يطلّقها طاهرًا من غير جماع واحدةٌ، ثم يدعها حتى تنقضي عدّتها" -:

فقال: ما حاصله: معنى طلاق السنّة الطلاقُ الذي وافق أمر اللَّه تعالى، وأمر رسوله - صلى اللَّه عليه وسلم - في الآية، والخبرين المذكورين -يعني خبر ابن عمر المذكور في الباب الماضي- وهو الطلاق في طهر لم يُصبها فيه، ثم يتركها حتى تنقضي عدّتها، ولا خلاف في أنه إذا طلّقها في طهر لم يُصبها فيه، ثم تركها حتى تنقضي عدّتها أنه مصيبٌ للسنّة، مطلّق للعدة التي أمر اللَّه تعالى بها. قاله ابن عبد البرّ، وابنُ المنذر. وقال ابن مسعود: طلاق السنّة أن يطلّقها من غير جماع، وقال في قوله تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} قال: طاهرًا


(١) "شرح السنديّ" ٦/ ١٤٠.