يعني في المدّة التي بين هذا القول، وبين موت أحدهما. وفي رواية معمر: قالت عائشة: "فواللَّه ما رآها حتى ماتت". وللبخاريّ في رواية الكشميهني:"فلم تره سودة بعدُ". قال الحافظ -رحمه اللَّه تعالى-: وهذه إذا ضُمّت إلى رواية مالك ومعمر استُفيد منها أنها امتثلت الأمر، وبالغت في الاحتجاب منه". حتى إنها لم تره فضلاً عن أن يراها؛ لأنه ليس في الأمر المذكور دلالة على منعها من رؤيته. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنفه له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا-٤٨/ ٣٥١١ و ٤٩/ ٣٥١٤ - وفي "الكبرى" ٤٨/ ٦٥٧٨ و ٤٩/ ٥٦٨١. وأخرجه (خ) في "البيوع" ٢٠٥٣ و ٢٢١٨ و"الخصومات" ٢٤٢١) و"العتق" ٢٥٣٣ و"الوصايا" ٢٧٤٥ و"المغازي" ٤٣٠٣ و"الفرائض" ٦٧٤٩ و"الحدود" ٦٨١٧ و"الأحكام" ٧١٨٢ (م) في "الرضاع" ١٤٥٧ (د) في "الطلاق" ٢٢٧٣ (ق) في "النكاح " ٢٠٠٤ (أحمد) في "باقي مسند الأنصار" ٢٣٥٦ و٢٤٤٥ و ٢٥٣٦٦ و٢٥٤٧٠ و ٢٥٥٦٢ (الموطأ) في "الأقضية" ١٤٤٩ (الدارمي) في "النكاح" ٢٢٣٦ و٢٢٣٧. واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: حديث: "الولد للفراش" قال ابن عبد البرّ هو من أصحّ ما يروى عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - جاء عن بضعة وعشرين نفسًا من الصحابة، فذكره البخاريّ في هذا الباب عن أبي هريرة، وعائشة. وأخرجه النسائيّ من حديث أبي هريرة، وعائشة، وعبد اللَّه بن الزبير، وعبد اللَّه بن مسعود. وقال الترمذيّ -عقب حديث أبي هريرة-: وفي الباب عن عمر، وعثمان، وعبد اللَّه بن مسعود، وعبد اللَّه بن الزبير، وعبد اللَّه عمرو، وأبي أُمامة، وعمرو بن خارجة، والبراء، وزيد بن أرقم.
وزاد الحافظ العراقيّ عليه: معاوية، وابن عمر. وزاد أبو القاسم بن منده في "تذكرته" معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأنس بن مالك، وعليّ بن أبي طالب، والحسين ابن عدي، وعبد اللَّه بن حُذافة، وسعد بن أبي وقّاص، وسودة بنت زمعة.
قال الحافظ: ووقع لي من حديث ابن عبّاس، وأبي مسعود البدريّ، وواثلة بن الأسقع، وزينب بنت جحش. وقد رقّمت عليها علامات من أخرجها من الأئمّة، فـ "طب" علامة الطبرانيّ في "الكبير"، و"طس" علامته في "الأوسط"، و"بز" علامة