للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نفسَها، ويمن أن يكون الباء في "بنفسها" بمعنى "في"، أو للآلة بتقدير المضاف، ويكون المفعول المقدّر جارًا ومجرورًا، من افتات عليه إذا تفرّد برأيه، دونه في التصرّف فيه، والتقدير أن تفتات على أهلها في أمر نفسها، ويدلّ عليه روايات الحديث انتهى (قَالُوا: إِنَّكِ لَا تَحِلِّينَ، قَالَتْ: فَانْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -)، يحتمل أن يكون فاعل "قالت" ضمير أم سلمة، والتاء في "انطلَقَتْ" تاء التأنيث، والفاعل ضمير سبيعة، وهذا هو الموافق للسياق السابق، ويحتمل أن يكون فاعل "قالت" ضمير سبيعة، والتاء في "انطلقتُ" مضموم على أنه ضمير سبيعة أيضًا، وهذا هو الموافق للسياق اللاحق. واللَّه تعالى أعلم. (فَقَالَ: قَدْ حَلَلْتِ، فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ") لانقضاء عدّتكِ بوضع الحمل، فبيّن مراد اللَّه، فلا معنى لمن خالفه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أم سلمة - رضي اللَّه تعالى عنها - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-٥٦/ ٣٥٣٦ و ٣٥٣٧ و ٣٥٣٨ و ٣٥٣٩ و٣٥٤٠ و٣٥٤١ و ٣٥٤٢ و ٣٥٤٣ و ٣٥٤٤ - وفي "الكبرى" ٥٥/ ٥٧٠٢ و ٥٧٠٣ و٥٧٠٥ و ٥٧٠٦ و ٥٧٠٧ و ٥٧٠٨ و ٥٧٠٩ و٥٧١٠ و٥٧١١. وأخرجه (خ) في "التفسير" ٤٩١٠ و "الطلاق" ٥٣١٨ (م) في "الطلاق" ١٤٨٥ (ت) في "الطلاق واللعان" ١١٩٤ (أحمد) في "مسند الأنصار" ٢٦١١٨ و٢٦١٧٥ (الموطأ) في "الطلاق"١٢٥٠ و ١٢٥٣ (الدارمي) في "الطلاق" ٢٢٧٩ و٢٢٨٠. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده (١):

(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان عدّة الحامل المتوفّى عنها زوجها، وهو وضع حملها. (ومنها): أن الحجة عند التنازع السنّة فيما لا نصّ فيه من الكتاب، وفيما فيه نصّ إذا احتمل للختصيص؛ لأن السنّة تبين مراد الكتاب، قال الإمام الشافعيّ -رحمه اللَّه تعالى-: من عرف الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رقّ طبعه، ومن حفظ القرآن نَبُل قدره، ومن لم يصن نفسه، لم يصنه العلم. (ومنها): أن المناظرة، وطلب الدليل، وموقع الحجة كان قديمًا من زمن الصحابة، ولا ينكره إلا جاهلٌ. (ومنها): أن الكبير لا يتعاظم، ولا يتكبّر على الصغير، إذا ردّ عليه فتواه، بل


(١) المراد فوائد الحديث برواياته المختلفة، لا خصوص السياق المتقدم، فتنبّه.