قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: مذهب الجمهور في هذه المسألة هو الحقّ؛ لوضوح أدلّته، وسيأتي تمام البحث في ذلك في "كتاب القصاص"، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٤٠٤٦ - (أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ أَبِي قِلَابَةَ, عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ رَجُلاً قَتَلَ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ, عَلَى حُلِيٍّ لَهَا, ثُمَّ أَلْقَاهَا فِي قَلِيبٍ, وَرَضَخَ رَأْسَهَا بِالْحِجَارَةِ, فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنْ يُرْجَمَ حَتَّى يَمُوتَ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "يوسف بن سعيد": هو المصّيصيّ الثقة الحافظ [١١] ١٣١/ ١٩٨، من أفراد المصنّف.
و"حجاج": هو ابن محمد الأعور المصّيصيّ. و"معمر": هو ابن راشد.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد سبق شرحه، وبيان مسائله في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٤٠٤٧ - (أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ النَّحْوِيُّ, عَنْ عِكْرِمَةَ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآيَةَ [المائدة: ٣٣] , قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الْمُشْرِكِينَ, فَمَنْ تَابَ مِنْهُمْ, قَبْلَ أَنْ يُقْدَرَ عَلَيْهِ, لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَبِيلٌ, وَلَيْسَتْ هَذِهِ الآيَةُ لِلرَّجُلِ الْمُسْلِمِ, فَمَنْ قَتَلَ, وَأَفْسَدَ فِي الأَرْضِ, وَحَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ, ثُمَّ لَحِقَ بِالْكُفَّارِ, قَبْلَ أَنْ يُقْدَرَ عَلَيْهِ, لَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ, أَنْ يُقَامَ فِيهِ الْحَدُّ الَّذِي أَصَابَ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
١ - (زكريا بن يحيى) الحافظ المعروف بخيّاط السنّة، ثقة [١٢] ١٨٩/ ١١٦١، من أفراد المصنّف.
٢ - (إسحاق بن إبراهيم) الحنظليّ المعروف بابن راهويه المروزيّ، ثقة ثبت [١٠] ٢/ ٢.
[تنبيه]: إسحاق هذا من شيوخ المصنّف، يروي عنه كثيرًا بلا واسطة، وقليلًا ما يروي عنه بواسطة، كهذا الحديث، فتنبّه.
٣ - (عليّ بن الحسين) المروزيّ، صدوق يَهِم [١٠] ٥٤/ ٣٥٢٦.
٤ - (أبوه) الحسين بن واقد، أبو عبد اللَّه المروزيّ القاضي، ثقة له أوهام [٧] ٥/ ٤٦٣.