للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الغاية في التأثير، هذا في الْعِرْض، وهذا في النفس. أفاده في "الفتح" (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث سعد بن أبي وقّاص - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا صحيح، إن سلم من عنعنة أبي إسحاق، فإنه مدلّس.

[فإن قلت]: فيه عمر بن سعد، وقد عرفت كلام العلماء فيه، فكيف يصحّ؟.

[قلت]: لم ينفرد به عمر، بل تابعه عليه أخوه محمد بن سعد بن أبي وقّاص، فقد أخرجه ابن ماجه في "الفتن"٣٩٤١ - من طريق أبي إسحاق، عنه، عن أبيه. وقد عزاه في "تحفة الأشراف" ٣/ ٣٥٦ - ٣٠٧ إلى المصنّف أيضًا، لكن لم أجده عنده، فاللَّه تعالى أعلم.

[تنبيه]: قد اختلف في هذا الحديث على أبي إسحاق، فرواه شعبة، عنه، عن أبي الأحوص، وغيره، عن ابن مسعود - رضي اللَّه تعالى عنه -، كما في الرواية الآتية بعدُ. ورواه معمر، عنه، عن عمر بن سعد، عن أبيه، كما في هذه الرواية، ورواه إسرائيل، عنه، عن محمد بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، كما هو عند ابن ماجه، وقد ذكر البخاريّ -رحمه اللَّه تعالى- في، "التاريخ"١/ ٨٨ - : ما حاصله: أن كونه عن أبي إسحاق، عن محمد بن سعد، عن أبيه أصحّ، من كونه عن أبي إسحاق، عن عمر بن سعد، عن أبيه، وساقه من رواية زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن محمد به.

[تنبيه آخر]: ذكر في "الفتح" أن لهذا الحديث سببًا، وهو ما أخرجه البغوي، والطبرانيّ من طريق أبي خالد الوالبيّ، عن عمرو بن النعمان بن مقرّن المزنيّ، قال: انتهى رسول اللَّه - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم - إلى مجلس من مجالس الأنصار، ورجلٌ من الأنصار كان عُرِف بالبذاء، ومشاتمة الناس، فقال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم: "سباب المسلم فسوقٌ، وقتاله كفر"، زاد البغويّ في روايته: "فقال الرجل: واللَّه لا أُسابّ رجلاً". انتهى. (٢).

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-٢٧/ ٤١٠٦ - وفي "الكبرى" ٢٧/ ٣٥٦٧. وأخرجه (ق) في "الفتن"


(١) "فتح" ١/ ١٥٥ "كتاب الإيمان" حديث رقم ٤٨.
(٢) "فتح" ١٤/ ٥٢١ "كتاب الفتن" رقم الحديث ٧٠٧٦.