وأما قول غيره: يحتمل أن يكون تفرقته عليهم تمرة تمره، كَانَ منْ الجراب النبوي، قصدا لبركته، وكان يفرق عليهم منْ الأزواد التي جمعت، أكثر منْ ذلك، فبعيد منْ ظاهر السياق، بل فِي رواية هشام بن عروة، عند ابن عبد البرّ:"فقَلّت أزوادنا، حَتَّى ما كَانَ يصيب الرجل منا، إلا تمرة. قاله فِي "الفتح" ١٣/ ٤٠٩.
وقوله: "فقيل له: يا أبا عبد الله، وأين تقع التمرة منْ الرجل؟ ". القائل هو وهب بن كيسان، كما بيّن فِي رواية أخرى. و"أبو عبد الله" كنية جابر رضي الله تعالى عنه.
وقوله: "لقد وجدنا فقدها" أي مؤثّرًا علينا، وعند مسلم منْ رواية رواية أبي الزبير: "فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟، قَالَ: نَمُصُّها كما يَمُص الصبي الثدي، ثم نشرب عليها الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل".
والحديث متّفقٌ وسيأتي تمام شرحه، وبيان مسائله فِي الْحَدِيث الذي يليه، إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.