(منها): أنه منْ رباعيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه منْ أفراده. (ومنها): أنه مسلسل بالمكيين، وجابر رضي الله تعالى عنه سكن مكة. (ومنها): أنه منْ رباعيات المصنّف رحمه الله تعالى، وهو أعلى ما وقع له منْ الأسانيد، وهو (٢٠٥) منْ رباعيات الكتاب. (ومنها): أن فيه جابرًا رضي الله تعالى عنه أحد المكثرين السبعة، روى (١٥٤٠) منْ الأحاديث. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عن عمرو) بن دينار، أنه (قَالَ: سمعت جابرا) هو ابن عبد الله رضي الله تعالى عنهما (يقول بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثمائة راكب) وفي رواية أبي الزبير الآتية آخر الباب: "ونحن ثلاثمائة وبضعة عشر"، ولا تعارض بينهما؛ إذ يمكن الجمع بأن منْ قَالَ: ثلاثمائة" ألغى الكسر، أو أن الثلاثمائة هو الجيش، والزائد غيرهم منْ الخدم ونحوهم. والله تعالى أعلم.
(أميرنا أبو عبيدة بن الجراح) هو عامر بن عبد الله بن الجرّاح بن هلال بن أُهيب بن ضَبّة بن الحارث بن فِهر القرشيّ الْفِهْريّ، أحد العشرة المبشرين بالجنّة، أسلم قديمًا، وشَهِد بدرًا، ومات شهيدًا بطاعون عمواس، سنة (١٨ هـ)، وله (٥٨) سنة، تقدّمت ترجمته فِي ٤٣/ ٢٢٣٣.
قَالَ فِي "الفتح": وفي رواية أبي حمزة الْخَوْلاني، عن جابر بن أبي عاصم، عند البخاريّ فِي "الأطعمة": "تأمّر علينا قيس بن سعد بن عبادة، عَلَى عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والمحفوظ ما اتفقت عليه روايات "الصحيحين" أنه أبو عبيدة، وكأنّ أحَدَ رواته ظَنَّ منْ صَنيع قيس بن سعد، فِي تلك الغزوة، ما صنع منْ نحو الإبل التي اشتراها، أنه كَانَ أمير السرية، وليس كذلك.
و"العِيرُ" -بالكسر-: الإبل تحمل الْمِيرة، ثم غلب عَلَى كلّ قافلة.
وَقَدْ ذكر ابن سعد وغيره: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعثهم، إلى حي منْ جُهينة بالْقَبَلِيّة -بفتح القاف، والموحدة- مما يلي ساحل البحر، بينهم وبين المدينة، خمس ليال، وأنهم انصرفوا، ولم يَلْقوا كيدا، وأن ذلك كَانَ فِي رَجَب، سنة ثمان، قَالَ الحافظ: وهذا لا يغاير ظاهره ما فِي "الصحيح"؛ لأنه يمكن الجمع بين كونهم، يتلقون عيرا لقريش،