يقال: إنه أول مولود ولد بالبصرة، سنة (١٤) ثم ذكر وفاته، وكذا أرّخ وفاته إسحاق القَرّاب، وَقَالَ خليفة: توفي بعد الثمانين. وَقَالَ العجليّ: بصري تابعيّ ثقة. وَقَالَ البلاذري: حدثني أبو الحسن البلاذري، حدثني أبو الحسن المدائني، قَالَ: كَانَ عبد الرحمن بن أبي بكرة فَرّاسا، وشارف التسعين. ووقع فِي بعض النسخ منْ "مختصر السنن" للمنذري بتقديم السين عَلَى الباء، وهو خطأ، وكان يَخرُج كل يوم إلى الْمِرْبَد، فَقَالَ له سارب: إنك لطويل العمر، يا شيخ، فذكر قصة، قَالَ: وحدثني شيبان بن فروخ، قَالَ: ثنا أبو هلال، قَالَ: كَانَ زياد وَلّى عبد الرحمن بيوت الأموال، ووَلَّى عبد الله سِجِستان، وَقَالَ أبو اليقظان: ولاه عليّ بيتَ المال، ثم ولاه ذاك زياد. انتهى "تهذيب التهذيب" ٢/ ٤٩٢. روى له الجماعة.
وله عند المصنّف فِي هَذَا الكتاب خمسة أحاديث، كلها عن أبيه، هَذَا الْحَدِيث، وفي "البيوع" -٥٠/ ٤٥٨٠ - حديث: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نبيع الفضة بالفضة … " الْحَدِيث، وأعاده بعده رقم ٤٥٨١ وفي "كتاب آداب القضاء" ١٨/ ٥٤٠٨ "لا يحكم أحد بين اثنين، وهو غضبان"، و٣٢/ ٥٤٢٣ حديث: "لا يقضينّ أحد فِي قضاء بقضاءين … " الْحَدِيث.
٦ - (أبوه) أبو بكرة نُفيع بن الحارث بن كَلَدَة الثقفيّ، الصحابيّ المشهور، أسلم بالطائف، ثم نزل البصرة، ومات بها سنة (١) أو (٥٢) تقدمت ترجمته فِي ٤١/ ٨٣٦. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين. (ومنها): أن فيه ثلاثة منْ التابعين يروي بعضهم عن بعض، ابن عون، وهو قد رأى أنسًا رضي الله تعالى عنه، وابن سيرين، وعبد الرحمن، وفيه رواية الابن عن أبيه، وأن أبا بكرة رضي الله تعالى عنه ممن لُقّب بالكنية، وإنما لقب بها؛ لأنه نزل منْ حصن ثقيف ببكرة البئر، وكنيته أبو عبد الرحمن. والله تعالى أعلم.
شرحِ الْحَدِيث
(عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ) أبي بكرة نُفيع بن الحارث رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ) ولفظ مسلم: "ثمّ انكفأ" (كأَنَّهُ يَعْنِي النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-) الْحَدِيث مختصر، طوّله مسلم، فِي "صحيحه"، ولفظه فِي "كتاب القسامة":
١٦٧٩ - حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا عبد الله بن