وصفا لأن إلها بمعنى مألوه، فيكون قائما مقام الفاعل، وسادا مسد
الخبر كما في ما مضروب العمران. والمعول عليه من هذه الأقوال القولان الأولان، وأما بقية الأقوال فلا اعتماد عليها. وقد بسط الكلام على هذه الأقوال، ومالها وما عليها العلامة الألوسي في روح المعاني عند تفسير آية الكرسي بسطا حافلا كافلا فأرجع إليه، تزدد بصيرة. ج ٣ ص ٥ - ٦.
المسألة السادسة قد عقد العلامة ابن القيم في كتابه النفيس "جلاء الأفهام" فصولا نفيسة فيما يتعلق باسم النبي - صلى الله عليه وسلم - واشتقاقه، وأنه كان يسمى به في التوراة، وأنا أنقلها بالاختصار لنفاستها، قال رحمه الله تعالى:
الفصل الثالث: في معنى اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - واشتقاقه: هذا الاسم، هو أشهر أسمائه - صلى الله عليه وسلم -، هو اسم منقول من الحمد، هو في الأصل اسم مفعول من الحمد، وهو يتضمن الثناء على المحمود، ومحبته، وإجلاله، وتعظيمه، هذا هو حقيقة الحمد، وبُني على زنة مُفَعَّل مثل مُعَظّم، ومُحَبّب، ومسوّد، ومبجل، ونظائرها لأن هذا البناء موضوع للتكثير، فإن اشتق منه اسم فاعل فمعناه من كثر صدور الفعل منه مرة بعد مرة، كمُعَلِّم، وُمفهّم، وُمبيّن، ومُخلّص، ومُفرّج ونحوها، وإن اشتق منه اسم مفعول فمعناه من كثر تكرر وفوع الفعل عليه مرة بعد أخرج إما استحقاقا أو وقوعا، فمحمد هو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرج، أو الذي يستحق أن يحمد مرة بعد أخرج. ويقال: حُمَّد فهو محمَّد، كما يقال: عُلِّمَ فهو مُعَلَّم، وهذا علم وصفة اجتمع فيه الأمران في حقه - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان علمًا محضا في حق كثير ممن تسمى به غيره.