للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الجامع عفا الله عنه:

الراجح عندي ما ذهب إليه معظم العلماء من أن من بعد الصحابة لا يساوي فضلهم، فضلا عن أن يفضل عليهم، وإن عمل ما عمل لحديث عمران رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خير القرون قرني … الحديث" متفق عليه. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "لا تسبوا أصحابي، هو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه". رواه مسلم ج ١ ص ١٩٦٧. وأما الأحاديث الدالة على تفضيل من أتى بعد الصحابة رضي الله عنهم، كحديث أبي ثعلبة الخُشَني رضي الله عنه لما سئل عن هذه الآية {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة: ١٠٥] قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا … الحديث، وفيه "فإن من ورائكم أيامًا، الصبرُ فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم". أخرجه أبو داود، والترمذي، فإنها لا تعارض الأحاديث التي أخرجها الشيخان، ولا تقوى قوتها (١)، والله أعلم.

(وإخواني) ولمسلم "وإخواننا"، فإخواني مبتدأ خبره قوله (الذين لم يأتوا بعد) أي لم يوجدوا الآن معي، وكلمة "بعد" قد يراد بها الآن كما في قول بعضهم: (من الطويل)

كَمَا قَدْ دَعَاني في ابْن مَنْصُورَ قَبْلَهَا … وَمَاتَ فَمَا حَانَتْ مَنيَّتُهُ بَعْدُ

أي الآن، قاله في التاج ٢ ص ٣٠٤.

ويحتمل أن تكون على معناها، ويكون الظرف حالا، أي حال كون وقتهم بعد وقتنا هذا.

قال الزرقاني رحمه الله: ودل بإثبات الأخوة لهؤلاء على علو


(١) بل الحديث ضعيف، فلا يعارض ما في الصحيحين.