والأصيليّ، بضم الكاف، وسكون النون، ثم المثناة، والأول أوجه، وفي رواية الزبير ابن بكار:"فكتب إلى أبي طالب، يُخبره بذلك، ومات منها، وفي ذلك يقول أبو طالب:
(فَنَادِ، يَا آلَ قُرَيْشٍ) بإضافة آل إلى قُريش، وفي بعض النسخ: "يا لَقُريش" بفتح اللام الداخلة عَلَى قريش، وهي لام الاستغاثة. وَقَالَ فِي "الفتح". قوله: "يا آل قريش" بإثبات الهمزة، وبحذفها عَلَى الاستغاثة. انتهى.
(فَإِذَا أَجَابُوكَ، فَنَادِ، يَا آلَ هَاشِمٍ، فَإِذَا أَجَابُوكَ، فَسَلْ عَنْ أَبي طَالِبٍ، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي، فِي عِقَالٍ) أي بسبب عقال، فـ "فِي" سببيّة (وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ) بفتح الجيم: أي مات الأجير بعد أن أوصى إلى اليمنيّ بما أوصاه به (فَلَمَّا قَدِمَ) بكسر الدال (الَّذِي اسْتَأجَرَهُ، أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا؟) أي أيُّ شيء منعه منْ المجيء معك؟ (قَالَ) الذي استأجر (مَرِضَ) صاحبكم (فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامِ عَلَيْهِ) أي أحسنت تمريضه، بمعالجته، وإحضار ما يحتاج إليه المريض (ثُمَّ مَاتَ، فنَزَلْتُ) أراد النزول فِي محلّ، وترك الرحيل؛ لأنه كَانَ راحلاً لطلب المرعى لإبله (فَدَفَنْتُهُ) وفي رواية البخاريّ: "فَوَلِيت دفنه" بكسر اللام، وفي رواية ابن الكلبي: "فَقَالَ: أصابه قدره، فصدّقوه، ولم يظنوا به غير ذلك".
(فَقَالَ) أبو طالب لَمّا سمع كلامه، وظنّ أنه صادق فِي ذلك (كَانَ ذَا أَهْلَ ذَاكَ مِنْكَ) أي كَانَ مستحقّا منك ما ذكرته منْ إحسان القيام بتمريضه، ودفنه بعد موته (فَمَكثَ) أي أقام، يقال: مَكَثَ مَكْثًا، منْ باب قتل: أي أقام، وتَلَبَّث، ومَكُثَ مُكْثًا، فهو مكيثٌ، مثلُ قرُب قربًا، فهو قريبٌ لغةٌ، وقرأ السبعة:{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ} الآية [النمل: ٢٢]، باللغتين، ويتعدّ بالهمز، فيقال: أمكثه، وتمكّث فِي أمره: إذا لم يَعْجَلْ فيه. قاله الفيّوميّ (حِينًا) أي وقتًا طويلاً (ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الْيَمَانِيَّ، الَّذِي كَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبَلِّغَ) منْ الإبلاغ، أو التبليغ (عَنْهُ، وَافَى الْمَوْسِمَ) أي أتاه (قَالَ) وفي نسخة: "فَقَالَ" بالفاء (يَا آلَ قُرَيْشٍ، قَالُوا: هَذِهِ قُرَيْشٌ، قَالَ: يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ، قَالُوا: هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ، قَالَ: أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ؟) وفي رواية البخاريّ: "منْ أبو طالب؟ " (قَالَ: هَذَا أَبُو طَالِبٍ) أي قَالَ قائلٌ: هَذَا أبو طالب، ويحتمل أن يكون القائل هو أبو طالب نفسه، وفي رواية البخاريّ: "قالوا: هَذَا أبو طالب"، وزاد ابن الكلبي: "فأخبره بالقصة، وخِدَاش يطوف بالبيت، لا يعلم بما كَانَ، فقام رجال منْ بني هاشم إلى خداش، فضربوه، وقالوا: قتلت صاحبنا، فجحد" (قَالَ) ذلك اليمني (أَمَرَنِي فُلَانٌ) يعني الرجل المقتول (أَنْ أُبَلِّغَكَ رِسَالَةً، أَنَّ