للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القتيلَ بدال مكسورة حسبُ،، فإن وقفتَ قُلتَ: دِهْ بهاء السكت (وَبَعَثَ بِهِ) أي بذلك الكتاب (مَعَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ) أي حين ولّاه -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أهل نجران، أرسل بالكتاب معه؛ ليقرأه عليهم (فَقُرِئَتْ) أنّث الضمير مع أن مرجعه مذكّرٌ، وهو الكتاب؛ لتأويله بالنسخة (عَلَى أهْلِ الْيَمَنِ) أي وهم أهل نجران (هَذِهِ نُسْخَتُهَا) أي هذه الكلمات، أو الجمل الآتية نسخة ذلك الكتاب، والنسخة بضم، فسكون: الكتاب المنقول، والجمع نُسَخٌ، كغرفة وغُرَف، يقال: نسختُ الكتاب نَسْخًا، منْ باب نفَعَ: إذا نقلته، وانتسخته كذلك، قاله فِي "المصباح"، والظاهر أن هَذَا الكتاب الذي كَانَ عند أبي بكر بن محمد بن عمرو كَانَ منسوخًا منْ الكتاب الأصليّ الذي بعث به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن حزم، والله تعالى أعلم.

(مِنْ مُحَمَّدٍ) متعلّق بمقدّر، خبر لمحذوف: أي هَذَا مبعوث منْ محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومثله الجارّ بعده (النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، إِلَى شُرَحْبِيلَ) بضم المعجمة، وفتح الراء، وسكون المهملة (بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ) بضم الكاف (وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، قَيْلِ ذِي رُعَيْنٍ) "القَيْلُ" بفتح، فسكون، كالْمِقْوَلِ، كمِنبر: المَلِكُ، أو منْ ملوك حمير، يقول ما شاء، فيَنفُذُ، أو هو دون الملك الأعلى، فهو فِي حِمْير كالوزير فِي الإسلام، كما فِي "فقه اللغة" للثعالبيّ، وأصل قَيْل قَيّل، كفَيْعِلٍ، سمّي به لأنه يقول ما شاء، فيَنفُذُ، جمعه أقوالٌ، وأقيالٌ، ومَقَاولُ، ومَقاوِلةٌ. أفاده فِي "القاموس"، مع زيادة يسيرة. فـ"قيل" مضاف، و"ذي رُعين" وما بعده مضاف إليه. و"ذو رُعين" كزُبير: ملك حِمير. قاله فِي القاموس (وَمَعَافِرَ) بفتح الميم: أبو حيّ منْ همدان، لا ينصرف. قاله فِي "القاموس" أيضًا (وَهَمْدَانَ) بفتح، فسكون: قبيلة باليمن، قاله فِي "القاموس" أيضًا (أَمَّا بَعْدُ) رواية المصنّف رحمه الله تعالى هذه فيها اختصار، فإنَّ الْحَدِيث طويل، وَقَدْ ساقه الحافظ الزيلعيّ فِي كتابه "نصب الراية فِي تخريج أحاديث الهداية"، فِي "كتاب الزكاة" فِي "باب صدقة السوائم" ٢/ ٣٣٩ - ٣٤٢ - عند قول صاحب "الهداية": "بهذا اشتهرت كتب الصدقات منْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، فذكر "كتاب أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه-"، و"كتاب عمر -رضي الله عنه-"، ثم قَالَ:

ومنها كتاب عمرو بن حزم أخرجه النسائيّ فِي "الديات" وأبو داود فِي "مراسيله"، النسائيّ عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهريّ، ثم أخرجه عن يحيى، عن سليمان بن أرقم، عن الزهريّ به، وَقَالَ: هَذَا أشبه بالصواب، وسليمان بن أرقم متروك الْحَدِيث. انتهى. وأبو داود فِي "مراسيله" عن سليمان بن أرقم، عن الزهريّ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كتب إلى أهل اليمن، بكتاب فيه الفرائض، والسنن، والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم،