٥ - (بِشْر بن سُحَيم) الغفاريّ، ويقال: الْخُزَاعيّ، صحابيّ، له هَذَا الْحَدِيث، وقيل: عنه، عليّ -رضي الله عنه-. وَقَالَ ابن سعد: كَانَ يسكن كراع الغميم، وضِجْنان. انتهى. تفرّد به المصنّف، وابن ماجه بهذا الْحَدِيث. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير الصحابيّ، كما مرّ آنفًا. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. (ومنها): أن صحابيّه منْ المقلّين منْ الرواية، فليس له إلا هَذَا الْحَدِيث عند أحمد، والمصنّف، وابن ماجه انظر "الإصابة" ١/ ٢٤٩ - ٢٥٠. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ) الغفاريّ -رضي الله عنه- (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، أَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ) ويقال لها: الأيام المعدودات، وأيام منى، وهي الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر منْ ذي الحجة، واختلفوا فِي تعيين أيام التشريق، والأصحّ أن أيام التشريق ثلاثة أيام بعد يوم النحر، سُمّيت بذلك لتشريق النَّاس لحوم الأضاحي فيها، وهو تقديدها، ونشرها فِي الشمس.
وَقَالَ فِي "الفتح": وَقَدْ اختُلف فِي كونها -يعني أيام التشريق يومين، أو ثلاثة، قَالَ: وسميت أيام التشريق؛ لأن لحوم الأضاحي تُشرَق فيها: أي تُنشر فِي الشمس، وقيل: لأن الهدي لا ينحر حتى تشرق الشمس، وقيل: لأن صلاة العيد تقع عند شروق الشمس. وقيل التشريق التكبير دبر كل صلاة. انتهى.
(أَنَّهُ) الضمير للشأن: أي أن الشأن والحال (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ) قَالَ أبو العبّاس القرطبيّ رحمه الله تعالى: وإنما أمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن ينادى فِي الموسم:"لا يدخل الجنة إلا مؤمن" ليسمع منْ لم يحضر خطبة النبيّ، وليسمع منْ كَانَ هناك منْ المنافقين، حَتَّى يُحقّقوا إيمانهم، ويُجدّدوا يقينهم. انتهى "المفهم" ٣/ ٢٠٠ (وَهِيَ) أي أيام التشريق (أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ) يعني أنه لا يصحّ صومها. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث بشر بن سُحيم -رضي الله عنه- هَذَا صحيح.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه: