يضاعف السبعمائة، بأن يزيد عليها، والمُصَرِّح بالرد عليه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المخرّج عند البخاريّ فِي "الرقاق"، ولفظه:"كتب الله له عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة".
(وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا) مبتدأ وخبر: أي تكتب بمثلها (إِلاَّ أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا") زاد سمويه فِي "فوائده": "إلا أن يغفر الله، وهو الغفور"، وفيه دليل عَلَى الخوارج، وغيرهم، منْ المكفرين بالذنوب، والموجبين لخلود المذنبين فِي النار، فأول الْحَدِيث يرُدّ عَلَى منْ أنكر الزيادة والنقص فِي الإيمان؛ لأن الحسن تتفاوت درجاته، وآخره يرُدّ عَلَى الخوارج والمعتزلة. قاله فِي "الفتح" ١/ ١٣٩. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- هَذَا صحيح، وهو بهذا السياق منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، فلم يخرجه منْ أصحاب الأصول موصولاً غيره، أخرجه هنا ١٠/ ٥٠٠٠. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): ذكر الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى فِي "صحيحه" هَذَا الْحَدِيث معلّقًا، فَقَالَ: قَالَ مالك: أخبرني زيد بن أسلم، أن عطاء بن يسار أخبره، أن أبا سعيد الخدريّ أخبره أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا أسلم العبد … " فذكره.
قَالَ فِي "الفتح": هكذا ذكره معلقًا، ولم يوصله فِي موضع آخر، منْ هَذَا الكتاب، وَقَدْ وصله أبو ذر الهروي فِي روايته لـ"لصحيح"، فَقَالَ عقبه: أخبرناه النضروي، هو العبّاس بن الفضل، قَالَ: حدثنا الحسن بن إدريس، قَالَ: حدثنا هشام بن خالد، حدثنا الوليد بن مسلم، عن مالك به، وكذا وصله النسائيّ، منْ رواية الوليد بن مسلم، حدثنا مالك، فذكره أتم مما هنا، وكذا وصله الحسن بن سفيان، منْ طريق عبد الله بن نافع، والبزار منْ طريق إسحاق الفروي، والإسماعيلي، منْ طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي فِي "الشعب" منْ طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلهم عن مالك، أخرجه الدارقطنيّ، منْ طرق أخرى، عن مالك، وذكر أن معن بن عيسى، رواه عن مالك، فَقَالَ:"عن أبي هريرة" بدل "أبي سعيد"، وروايته شاذة. ورواه سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء مرسلاً، قَالَ الحافظ: ورويناه فِي "الخلعيات"، وَقَدْ حفظ مالك الوصل فيه، وهو أتقن لحديث أهل المدينة منْ غيره. وَقَالَ الخطيب: هو حديث ثابت، وذكر البزار أن مالكا تفرد بوصله. انتهى "فتح" ١/ ١٣٧. والله تعالى أعلم