١ - (إسحاق بن إبراهيم) المعروف بابن راهويه الحنظليّ المروزيّ، ثقة ثبت [١٠] ٢/ ٢.
٢ - (النضر) بن شُميل المازنيّ النحويّ، أبو الحسن البصريّ، نزيل مرو، ثقة ثبت، منْ كبار [٩] ٤١/ ٤٥، والباقون تقدّموا أول الباب. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَن قَتَادَةَ) بن دعَامَةَ رحمه الله تعالى، أنه (قالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا) رضي الله تعالى عنه (يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-) وقوله: (وَقَالَ حُمَيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ نَبِيَّ الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ) أراد به بيان اختلاف ألفاظ شيخيه، ففي رواية إسحاق قَالَ:"قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وفي رواية حميد قَالَ:"إن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ"، وهذا منْ احتياط المصنّف وورعه حيث يحافظ عَلَى الأداء كما سمع، وإن لم يختلف المعنى المقصود بذلك ("لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ) وفِي رواية لمسلم: "أحدٌ"، والمراد بالنفي كمال الإيمان، ونفي اسم الشيء عَلَى معنى نفي الكمال عنه مستفيض فِي كلامهم، كقولهم: فلان ليس بإنسان.
[فإن قيل]: فيلزم أن يكون منْ حصلت له هذه الخصله مؤمنا كاملاً، وإن لم يأت ببقية الأركان.
[أجيب]: بأن هَذَا ورد مورد المبالغة، أو يستفاد منْ قوله: "لأخيه المسلم"، ملاحظة بقية صفات المسلم، وَقَدْ صرح ابن حبّان منْ رواية ابن أبي عدي، عن حسين المعلم بالمراد، ولفظه: "لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان"، ومعنى الحقيقة هنا الكمال؛ ضرورة أن منْ لم يتصف بهذه الصفة، لا يكون كافرا. قاله فِي "الفتح" ١/ ٨٣.
وَقَالَ أبو العبّاس القرطبيّ رحمه الله تعالى: "لا يؤمن": أي لا يكمل إيمانه؛ إذ منْ غشّ المسلم، ولا ينصحه مرتكب كبيرة، ولا يكون كافرًا بذلك، كما بيّنّاه غير مرّة، وعلى هَذَا فمعنى الْحَدِيث: أن الموصوف بالإيمان الكامل منْ كَانَ فِي معاملته للناس ناصحًا لهم، مريدًا لهم ما يريده لنفسه، وكارهًا لهم ما يكره لنفسه، وتتضمّن أن يفضّلهم عَلَى نفسه؛ لأن كلّ أحد يحبّ أن يكون أفضل منْ غيره، فإذا أحبّ لغيره ما