بَيْنَهَا، ولم نَرُدَّ حديثا منها صحيحا، ولله الحمد، وهو أعلم بالصواب اهـ كلام النووي رحمه الله تعالى في المجموع ج ١ ص ١٧ - ٢٠ ببعض تصرف وزيادة.
قال الجامع عفا الله عنه:
أقوى المذاهب في هذه المسألة، هو مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وقد عرفت قوته من الأدلة التى ساقها النووي رحمه الله، وقد رجح الشوكاني رحمه الله هذا المذهب في نيل الأوطار، ودونك عبارته، قال رحمه الله بعد ذكر مذهب الشافعي، وأن النوم ليس حدثا في نفسه عنده، وإنما هو دليل على خروج الخارج ما نصه:
وهذا أقرب المذاهب عندي، وبه يجمع بين الأدلة، وقوله: إن النوم ليس حدثا في نفسه، هو الظاهر، وحديث الباب -يعني حديث صفوان المتقدم- وإن أشعر بأنه من الأحداث باعتبار اقترانه بما هو حدث بالإجماع، فلا يخفى ضعف دلالة الاقتران وسقوطها عن الاعتبار عند أئمة الأصول، والتصريح بأن النوم مظنة استطلاق الوكاء كما في حديث معاوية، واسترخاء المفاصل كما في حديث ابن عباس مشعر أتم إشعار بنفي كونه حدثا في نفسه. وحديث أن الصحابة كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينامون ثم يصلون ولا يتوضئون، من المؤيدات لذلك ويبعد جهل الجميع منهم كونه ناقضا.
والحاصل أن الأحاديث المطلقة في النوم تحمل على المقيدة بالاضطجاع، وقد جاء في بعض الروايات بلفظ الحصر، والمقال الذي فيه منجبر بما له من الطرق والشواهد.
ومن المؤيدات لهذا الجمع حديث ابن عباس رضي الله عنه قال:"بت في بيت خالتي ميمونة فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقمت إلى جنبه" الحديث وفيه