(المسألة الثالثة): أخرج الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما هَذَا فِي "صحيحه"، فَقَالَ:
٥٩٢٠ - حدثني محمد (١)، قَالَ: أخبرني مخلد، قَالَ: أخبرني ابن جريج، قَالَ: أخبرني عبيد الله ابن حفص، أن عمر بن نافع، أخبره عن نافع، مولى عبد الله، أنه سمع ابن عمر، رضي الله عنهما، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ينهى عن القزع، قَالَ عبيد الله: قلت: وما القزع، فأشار لنا عبيد الله، قَالَ: إذا حَلَقَ الصبي، وترك هاهنا شعرة، وهاهنا وهاهنا، فأشار لنا عبيد الله إلى ناصيته، وجانبي رأسه، قيل لعبيد الله: فالجارية والغلام؟ قَالَ. لا أدري هكذا قَالَ: الصبي، قَالَ عبيد الله: وعاودته، فَقَالَ: أما القصة، والقفا للغلام فلا بأس بهما، ولكن القزع أن يُترك بناصيته شعر، وليس فِي رأسه غيره وكذلك شق رأسه، هَذَا وهذا.
قَالَ فِي "الفتح": قوله: أخبرني عبيد الله بن حفص": هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو العمري المشهور، نسبه ابن جريج فِي هذه الرواية إلى جده، وَقَدْ أخرجه أبو قُرَّة فِي "السنن" عن ابن جريج، وأبو عوانة منْ طريقه، فَقَالَ: "عن عبيد الله بن عمر بن حفص"، وعبيد الله بن عمر، وشيخه هنا عمر ابن نافع، والراوي عنه هو ابن جريج أقران، متقاربون فِي السن، واللقاء، والوفاة، واشترك الثلاثة فِي الرواية عن نافع، فقد نزل ابن جريج فِي هَذَا الإسناد درجتين، وفيه دلالة عَلَى قلة تدليسه، وَقَدْ وافق مخلد بن يزيد عَلَى هذه الرواية أبو قرة، موسى بن
(١) "محمد": هو ابن سلام. و"مخلد": هو ابن يزيد. و"عبيد الله بن حفص": هو عبيد الله بن عمر بن حفص.