(وَكَانَ قَاصُّهُمْ رَجُلاً) ولفظ أبي داود: "وكان قاصّهم رجلٌ" برفع "رجل" اسم "كَانَ مؤخّرًا (مِنَ الأَزْدِ) بفتح الهمزة، وسكون الزاي: اسم قبيلة، قَالَ فِي "القاموس": أزد بن الْغَوْث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ، وبالسين أفصح، أبو حيّ باليمن، ومن أولاده الأنصار كلّهم، ويقال: أزدُ شَنُوءةَ، وعُمَانَ، والسَّرَاةِ. انتهى بزيادة منْ "اللباب" ١/ ١٢٠ - ١٢١.
(يُقَالُ لَهُ) أي لذلك الرجل القاصّ (أبُو رَيْحَانَةَ) بفتح الراء، وسكون التحتانيّة، بعدها حاء مهملة (مِنَ الصَّحَابَةِ) رضي الله تعالى عنهم (قَالَ أبُو الْحُصَيْنِ) الهيثم بن شفيّ (فَسَبَقَنِي صَاحِبِي) أي أبو عامر المعافريّ (إِلَى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ) أي لحقت به (فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ) ذلك الصاحب (هَلْ أَدْرَكْتَ قَصَصَ أَبِي رَيْحَانَةَ؟، فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ عَشْرٍ) أي عشر خصال (عَنِ الْوَشْرِ) بفتح الواو، وسكون الشين المعجمة، بعدها راء-: معالجة الأسنان بما يُحدّدها، تفعله المرأة المسنّة تَشَبّهُ بالشوابّ الحديثات السنّ. قاله الخطّابيّ. وَقَالَ ابن الأثير: هو تحديد الأسنان، وترقيق أطرافها، تفعله المرأة الكبيرة تتشبّه بالشوابّ، والْمُوتَشِرَةُ: هي التي تأمر منْ يفعل بها ذلك، وكأنه منْ وشَرَت الخشبةَ بالميشار، غير مهموز، لغة فِي أَشَرَت. قاله فِي "النهاية" ٥/ ١٨٨. وفي "المصباح": وشَرت المرأة أنيابها وَشْراً، منْ باب وَعَد: إذا حدّدتها، ورقّقتها، فهي واشرةٌ، واستوشرت: سألت أن يُفعل بها ذلك. انتهى. وإنما نُهي عنه؛ لما فيه منْ التغرير، وتغيير خلق الله تعالى.
(وَالْوَشْمِ) بفتح الواو، وسكون المعجمة، آخره ميم: أن تُغرز اليدُ بالإبرة، ثم يحشى كُحلاً، أو غيره، منْ خضرة، أو سواد. قاله الخطّابيّ. وَقَالَ ابن الأثير: هو أن يُغرز الجلدُ بإبرة، ثم يُحشى بكحل، أو نِيل، فيَزْرَقُ أثره، أو يخضرّ، وَقَدْ وشمت تَشِم وَشْمًا، فهي واشمة، والمستوشِمة، والموتشمة: هي التي يُفعل بها ذلك. قاله فِي "النهاية" ٥/ ١٨٩. وَقَالَ فِي "المصباح": وَشَمت المرأة يدها وَشْمًا، منْ باب وعد: غرزتها بإبرة، ثم ذرّت عليها النَّثُور، ويسمى النِّيلَجَ، وهو دخان الشحم، حَتَّى يخضرّ، واستوشمت: سألت أن يُفعل بها ذلك. انتهى.
(وَالنَّتْفِ) بفتح، فسكون-: أي عن نتف البياض عن اللحية، والرأس، أو نتف الشعر عن الحاجب وغيره؛ للزينة، أو نتف الشعر عند المصيبة (وَعَنْ مُكَامَعَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ) قَالَ فِي "النهاية": هو أن يضاجع الرجل صاحبه فِي ثوب واحد، لا حاجز بينهما. وَقَالَ الخطّابيّ: المكامعة: هي المضاجعة. وروى أبو العبّاس أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابيّ، قَالَ: المكامعة: مضاجعة العراة المجرمين، والمكاعمة: تقبيل أفواه