وألفاظهم بهذا مشهورة. انتهى "شرح مسلم" ٤/ ١٦٣. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
وقوله:(قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ) أي النسائيّ رحمه الله تعالى (لَا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ يَزِيدَ بْنَ خُصَيْفَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَلَى قَوْلِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) يعني أن يزيد بن عبد الله ابن خصيفة خالف فِي هَذَا الْحَدِيث حيث جعله منْ مسند أبي هريرة -رضي الله عنه-، وغيره جعله منْ مسند زينب الثقفيّة رضي الله تعالى عنها، كما بينه بقوله (وَقَدْ خَالَفَهُ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، رَوَاهُ عَنْ زَيْنَبَ الثَّقَفِيَّةِ) رضي الله تعالى عنها، وجملة "رواه الخ" فِي محل نصب عَلَى الحال منْ "يعقوب".
وحاصل ما أشار إليه المصنّف رحمه الله تعالى ترجيح رواية يعقوب منْ حديث زينب الثقفيّة؛ لموافقة بكير بن الأشجّ له، عَلَى رواية يزيد منْ حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ لتفرّده، لكن الظاهر أنه لا يضرّ التفرّد فِي ذلك؛ لأن يزيد بن خصيفة ثقة حجة، كما قَالَ ابن معين، فزيادته مقبولة، ولهذا أخرج الإمام مسلم رحمه الله تعالى روايته هذه فِي "صحيحه"، كما أسلفته آنفاً. فتأمّل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"هلال بن العلاء بن هلال": هو أبو عمرو الرّقّيّ، صدوقٌ [١١] منْ أفراد المصنّف. و"مُعلّى بن أسد": هو الْعَمّيّ، أبو الْهَيثم البصريّ، أخو بهز، ثقة ثبت، منْ كبار [١٠]. و"وُهيب": هو ابن خالد الباهليّ مولاهم، أبو بكر البصريّ، ثقة ثبتٌ، تغيّر بآخره قليلاً [٧]. و"محمد بن عجلان ": هو المدنيّ، صدوقٌ، اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، وهذا ليس منها [٥].
و"يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ"، مولى بني مخزوم، ويقال: مولى المسور بن مخرمة، ويقال: مولى أشجع، أبو يوسف المدنيّ، وهو أخو بكير بن الأشجّ الآتي فِي السند التالي، ثقة [٥].
رَوَى عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنيف، وسعيد بن المسيب، وبُسر بن سعيد، والقعقاع بن حَكيم، وكُريب مولى ابن عباس، وأبي صالح السمان، وغيرهم. وعنه جعفر بن ربيعة، والحارث بن يعقوب، ويزيد بن أبي حبيب، وابن عجلان، وابن