وَمِنْ فَعِيلٍ كَقَتِيلٍ إِنْ تَبِعْ … مَوْصُوفَهُ غَالِبًا التَّا تَمْتَنِعْ
فما ذكره الشيخ الألباني منْ أن "حبيبه" يشمل المرأة، فليس عَلَى ما ينبغي، فتبصّر.
وَقَدْ ذكر أيضاً أحاديث أخر، منْ حديث ثوبان، وعائشة، وأم سلمة رضي الله تعالى عنهم، وكلها فيها مقال، وإن صححها الشيخ، فلا تقوى عَلَى معارضة أحاديث الإباحة، كما لا يخفى عَلَى منصف.
وَقَدْ ردّ عليه الشيخ إسماعيل الأنصاريّ، وكتب فِي الردّ عليه رسالة، وكذا كتب الشيخ أرشد الهنديّ رسالة فِي الردّ عليه، وكلاهما مطبوعان، فراجع ما كتاباه تستفد.
والحاصل أن ما ذهب إليه الجمهور منْ جواز التحلّي للنساء بالذهب مطلقًا، هو الحقّ؛ لظهور أدلّته، كما سبق بيانه، وأما أدلة منْ قَالَ بالتحريم فإنها لا تصل إلى درجة أن يعارض بها أحاديث الإباحة، فتبصر بالإنصاف، ولا تتحيّر بالاعتساف. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٥١٤٠ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُخْتِ حُذَيْفَةَ، قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، أَمَا لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُحَلَّى ذَهَبًا تُظْهِرُهُ، إِلاَّ عُذِّبَتْ بِهِ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "محمد بن عبد الأعلى": هو الصنعاني، ثم البصريّ الثقة [١٠]. و"المعتمر": هو ابن سليمان التيميّ البصريّ الثقة، منْ كبار [٩].
والحديث ضعيف؛ لأنّ فِي إسناده مجهولة، كما تقدّم الكلام فيه، فيما قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٥١٤١ - (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَحَلَّتْ -يَعْنِي بِقِلَادَةٍ مِنْ ذَهَبٍ- جُعِلَ فِي عُنُقِهَا مِثْلُهَا مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصًا مِنْ ذَهَبٍ، جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي أُذُنِهَا مِثْلَهُ خُرْصًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ").
رجال هَذَا الإسناد: ستة:
١ - (عبيد الله بن سعيد) أبو قُدامة السرخسيّ الثقة المأمون السنّي [١٠] ١٥/ ١٥.
٢ - (معاذ بن هشام) الدستوائيّ البصريّ، صدوقٌ، ربّما وهم [٩] ٣٠/ ٣٤.
٣ - (أبوه) هشام بن أبي عبد الله سَنْبَر الدستوائيّ البصريّ الثقة الثبت [٧] ٣٠/ ٣٤.
٤ - (يحيى بن أبي كثير) أبو نصر اليماميّ البصريّ، ثقة ثبت، ربما دلّس [٥]