للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكون فِي اليد والرجل، أو حَلْقَة منْ فضّة، كالخاتم، جمعه فَتَخٌ -أي بفتحتين- وفُتُوخٌ -أي بالضمّ -وفَتَخَات- أي بفتحات-. انتهى.

[تنبيه]: وقع فِي "الكبرى" بلفظ "فطخ" بالطاء المهملة بدل "فتخ"، وهو تصحيف، والصواب بالتاء المثناة الفوقيّة، فتنبّه. والله تعالى أعلم.

وقوله: (فَقَالَ: كَذَا فِي كِتَابِ أَبِي أَيْ: خَوَاتِيمَ ضِخَامٍ) القائل هو معاذ بن هشام، كما صرّح به ابن حزم فِي "المحلّى" (١) يعني أنه وجد فِي كتاب أبيه تفسير "فتخ" بقوله: أي خواتيم ضخام، وهذا التفسير بمعنى ما سبق نقله آنفاً منْ "النهاية"، و"القاموس" (فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَضْرِبُ يَدَهَا) أي منكراً عليها، وتعزيراً لها؛ للبسها ذلك (فَدَخَلَتْ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، تَشْكُو إِلَيْهَا الَّذِي صَنَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-) أي منْ ضربه يدها (فَانْتَزَعَتْ فَاطِمَةُ) قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: ظاهر هَذَا أن السلسلة كانت باقية عندها حين كانت هذه القضيّة، لكن آخر الْحَدِيث يدلّ عَلَى أنها باعتها قبل ذلك، والأقرب أن يقال: ضمير فِي عنقها لبنت هُبيرة، ولعلّ تلك السلسلة اشترتها بنت هبيرة حين باعتها فاطمة، وكانت فِي عنقها حينئذ، فرأتها فاطمة، فانتزعتها منْ عنقها لتذكر لها حالها، فتقيس عليها حال الْفَتَخ. والله تعالى أعلم. انتهى.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا التأويل الذي ذكره السنديّ غير صحيح، فأين آخر الْحَدِيث الذي يدلّ عَلَى أنها باعت قبل ذلك؟ وكيف يدّعي أن الضمير لبنت هُبيرة، وأنها هي التي اشترت سلسلة فاطمة، وسياق الْحَدِيث بعيد عن هَذَا كلّه، فإنه صريح فِي أن سلسلة فاطمة كانت موجودة حينئذ فِي عنق فاطمة رضي الله تعالى عنها، ولا يدلّ عَلَى أنها باعتها لبنت هُبيرة، ولفظ الإمام أحمد فِي "مسنده" عن ثوبان -رضي الله عنه- أن ابنة هبيرة دخلت عَلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي يدها خواتيم منْ ذهب، يقال لها: الفتخ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرع يدها بعُصَيّة معه، يقول لها: "يَسُرُّكِ أن يجعل الله فِي يدك خواتيم منْ نار؟ " فأتت فاطمة، فشكت إليها ما صنع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: وانطلقتُ أنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام خلف الباب، وكان إذا استأذن قام خلف الباب، قَالَ: فقالت لها فاطمة: انظري إلى هذه السلسلة التي أهداها إلي أبو حسن، قَالَ: وفي يدها سلسلة منْ ذهب، فدخل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يا فاطمة بالعدل (٢)، أن يقول النَّاس: فاطمة بنت محمد، وفي يدك سلسلة منْ نار، ثم عَذَمَها عَذْماً شديدا (٣)، ثم خرج، ولم يقعد،


(١) راجع "المحلّى"١٠/ ٨٤ ولفظه: "قَالَ معاذ: كذا فِي كتاب أبي أي خواتم كبار".
(٢) هكذا نسخة "المسند"، والله أعدم.
(٣) منْ باب ضرب: أي لامها لوماً شديداً.