للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأشعريّ. وروى عن ابن عمر، ومعاوية، وقيل: عن أخيه، عن معاوية. وروى عنه مولاه عُبيد، وبَيْهَس بن فَهْدَان، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، ومَطَر الورّاق. ذكره خليفة فِي الطبقة الثانية منْ قُرّاء أهل البصرة، وَقَالَ: مات بعد المائة. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". وَقَالَ ابن سعد: أبو شيخ الْهُنَائيّ منْ الأزد، كَانَ ثقة، وله أحاديث، مات قبل الحسن، أخبرنا عَمرو بن عاصم بن أبي هلال أن ابن سيرين اعتراه نسيان، فأمر أبا شيخ أن يُلقّنه فِي الصلاة. وَقَالَ العجليّ: مصريّ (١) تابعيّ ثقة.

والحديث بهذا الإسناد صحيح، ولا يقال: إن فيه قتادة، وهو مدلّس، وَقَدْ رواه بالعنعنة؛ لأنا نقول لم ينفرد هو به، بل تابعه عليه مطر الورّاق، كما فِي الرواية التالية، وبيهس بن فَهْدان، كما سيأتي فِي ٥١٦١ إن شاء الله تعالى.

[تنبيه]: رواية أبي شيخ هذه قد وقع فيها اضطراب، كما سيبينه المصنّف فِي الروايات الآتية، قَالَ الإمام ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى فِي "العلل" ١/ ٤٨٤: سألت أبي عن حديث رواه معمر، عن قتادة، عن أبي شيخ الهنائيّ، عن معاوية، قَالَ: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الذهب إلا مقطّعاً، وعن ركوب النمور"، قَالَ: رواه يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو شيخ، عن أخيه حمان، عن معاوية، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: أدخل أخاه، وهو مجهول، فأفسد الْحَدِيث. انتهى كلام ابن أبي حاتم.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: لكن رواية قتادة هذه صحيحة، كما سبق آنفاً، فلا يفسد الْحَدِيث بسبب رواية يحيى، فتأمّل.

وَقَالَ الحافظ الأمير ابن ماكولا فِي كتابه "الإكمال" ٢/ ٥٥٤ (طبعة حيدر آباد) فِي ترجمة حمان بن خالد أخي أبي شيخ الْهُنَائيّ، رَوَى عن معاوية حديثًا فيه اختلاف كثير، فَقَالَ قتادة -وهو حافظ-: عن أبي شيخ عن معاوية، ولم يذكر أخاه -يعني حمان- وتابعه بيهس بن فهدان منْ رواية النضر بن شُمَيل عنه، وَقَالَ عليّ بن غُراب، عن بيهس، عن أبي شيخ، عن ابن عمر. ورواه يحيى بن أبي كثير، فاختلف عليه فيه، فقيل: عنه، عن أبي شيخ، عن أخيه، وقيل: عنه، عن أبي إسحاق، عن حمان. انتهى المراد منْ كلام ابن ماكولا.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: لكن ترجّح رواية قتادة؛ لأنه أحفظ منْ يحيى بن أبي كثير، كما سيذكره المصنّف رحمه الله تعالى، فتكون روايته صحيحة.


(١) هكذا نسخة "تهذيب التهذيب": "مصريّ" بالميم، والظاهر أنه مصحّف، وصوابه: "بصريّ" بالباء، والله تعالى أعلم.