للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

آخر عَلَى الأوزاعيّ فِي روايته عن يحيى أيضًا.

ثم أشار إلى مخالفة يحيى، مع اختلاف الرواة عنه، فبيّن رواية عليّ بن المبارك، فَقَالَ:

٥١٥٥ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو شَيْخٍ الْهُنَائِيُّ، عَنْ أَبِي حِمَّانَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ عَامَ حَجَّ، جَمَعَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي الْكَعْبَةِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، أَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ، قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ.

خَالَفَهُ حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي شَيْخٍ، عَنْ أَخِيهِ حِمَّانَ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "يحيى بن كثير": هو العنبريّ موهم، أبو غسّان البصريّ، ثقة [٩].

[تنبيه]: وقع فِي "الكبرى" فِي هَذَا الاسم غلطٌ، حيث قَالَ: "حدّثنا يحيى بن أبي كثير"، والصواب ما فِي "المجتبى" حدثنا "يحيى بن كثير" بإسقاط لفظ "أبي"، فتنبّه. والله تعالى أعلم.

و"عليّ بن المبارك": هو الهُنائيّ البصريّ، ثقة، كَانَ له عن يحيى بن أبي كثير كتابان: أحدهما سماع، والآخر إرسال، فحديث الكوفيين عنه فيه شيء، منْ كبار [٧].

و"أبو حمان" -بكسر أوّله، ويقال: بفتحه، وبضمّه، وآخره نون، ويقال: جمّان بالجيم، وآخره نون، أو جمّاز آخره زايٌ، ويقال: حمران، ويقال: بصيغة الكنية فِي الجميع، وهو أخو أبي شيخ الْهُنائيّ -بضم الهاء، وتخفيف النون، بعدها مدّة، مستور [٣].

رَوَى عن معاوية. وروى عنه أبو شيخٌ أخوه، وأبو إسحاق السبيعيّ. وَقَالَ ابن حبّان فِي "الثقات": حمان الهنائيّ شيخ بصريّ، يروي عن معاوية المراسيل، وَقَالَ الذهبيّ: لا يُدرى منْ هو؟. تفرّد به المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط.

والحاصل أن أبا حمان مجهول الحال، كما قَالَ فِي "التقريب": مستور.

والحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة أبي حمان، وللاضطراب المتقدّم. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

وقوله: (خَالَفَهُ حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي شَيْخٍ، عَنْ أَخِيهِ حِمَّانَ) أشار به إلى الاختلاف عَلَى يحيى بن أبي كثير، فقد رواه عليّ بن المبارك، عنه، عن أبي شيخ، عن أبي حمّان، كما فِي الرواية الماضية، وخالفه حرب بن شدّاد، فَقَالَ: