فِي "الثقات". رَوَى له المصنّف، وأبو داود، والترمذيّ، وله عندهم هَذَا الْحَدِيث فقط.
٥ - (عرفجة بن أسعد) بن كَرِب، وقيل: ابن صفوان التميميّ العُطارديّ، صحابيّ نزل البصرة، وَقَالَ ابن حبّان: عرفجة بن أسعد بن كَرِب بن صفوان بن حِبّان بن شَجَرة ابن عُطارد، عداده فِي أهل البصرة. انتهى. رَوَى عنه ابنه طرفة، وابن ابنه عبد الرحمن ابن طرَفة، أنه أُصيب أنفه يوم الكلاب، وفي إسناد حديثه اختلاف، وروى عنه الْفَرَزْدق الشاعر أيضًا. رَوَى له المصنّف، وأبو داود، والترمذيّ حديث الباب فقط. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين. (ومنها): أن فيه رواية الراوي عن جدّه. (ومنها): أن صحابيه منْ المقلّين منْ الرواية، فليس له إلا حديث الباب فقط. راجع "تحفة الأشراف" ٧/ ٢٩٠ - ٢٩١. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ) التميميّ العُطارديّ -رضي الله عنه- (أَنَّهُ أُصِيبَ) بالبناء للمفعول أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلابِ) بضم الكاف، وتخفيف اللام-: يوم مشهور منْ أيام العرب، والْكُلاب أيضًا ماءٌ عن اليمامة نحوَ ستّ ليال. قاله الفيّوميّ. وَقَالَ فِي "اللسان": الكُلاب: اسم ماء، كانت عنده وقعة العرب، قَالَ السّفَاح بن خالد التغلَبيّ:
وساجر اسم ماء يجتمع منْ السيل، وقالوا: الْكُلاب الأول، والكلابُ الثاني، وهما يومان مشهوران للعرب. قَالَ أبو عُبيد: كُلَابٌ الأول، وكلابٌ الثاني يومان، كانا بين ملوك كِنْدة، وبني تَمِيم، قَالَ: والْكُلاب موضعٌ، أو ماءٌ معروفٌ، وبين الدَّهْناء واليمامة موضع يقال له: الكُلاب أيضًا. انتهى.
وَقَالَ المنذريّ: والكلاب: موضعٌ كَانَ فيه يومان منْ أيّام العرب المشهورة، الكلاب الأول، والكلاب الثاني، واليومان فِي موضع واحد. وقيل: هو ما بين الكوفة والبصرة عَلَى سبع ليالٍ منْ اليمامة، فكانت به وقعةٌ فِي الجاهلية. والكلاب أيضًا اسم واد بثهلال، لبني العرجاء، منْ بني نمير، به نخلٌ ومياه. انتهى.
[فائدة]: رُوي أن حيّان بن بشير ولي القضاء بأصبهان، فحدّث بهذا الْحَدِيث، وقرأ "يوم الكِلاب" بكسر الكاف، فردّ عليه رجلٌ، وَقَالَ: هو الكُلاب بضم الكاف، فأمر