عثمان التالية، وعلى الأول فـ"المفدّم" صفة لـ "المعصفر"، والمعصفر -بصيغة اسم المفعول-: هو الثوب الذي صُبغ بالْعُصْفر -بضم العين، وسكون الصاد المهملتين، وضم الفاء- قَالَ ابن سِيده: العصفر هو الذي يُصبغ به، منه رِيفيّ، ومنه بَرّيّ، وكلاهما نبت بأرض العرب. قاله فِي "اللسان". و"المفدّم" بصيغة اسم المفعول أيضًا، مشدد الدال، أو مخفّفها: هو المشبع حمرة، كأنه الذي لا يُقدَر عَلَى الزيادة عليه؛ لتناهي حمرته، فهو كالممتنع منْ قبول الصِّبْغ. أفاده فِي "اللسان". وقوله:"والمعصفرة المفدمة": صفة لموصوف محذوف: أي الثياب المعصفرة المفدّمة.
وقوله:"ولا أقرأ ساجداً، ولا راكعاً": فيه تحريم قراءة القرآن فِي الركوع، والسجود، وَقَدْ تقدّم تمام البحث فيه فِي "كتاب الصلاة".
والحديث صحيح، كما سيأتي بيانه قريباً. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
وقوله:(تَابَعَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ) أشار به إلى رواية أخرى فيها متابعة الضحّاك بن عثمان لداود بن قيس فِي ذكر ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما بين عبد الله بن حنين، وعليّ -رضي الله عنه-، كما بيّنه بقوله:
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"الحسن بن داود المنكدريّ": هو أبو محمد المدنيّ، منسوب إلى جدّه، لا بأس به [١٠]. و"ابن أبي فُديك": هو محمد إسماعيل ابن مسلم، أبو إسماعيل المدنيّ، صدوقٌ، منْ صغار [٨]. و"الضّحّاك بن عثمان": هو الأسديّ الحِزاميّ، أبو عثمان المدنيّ، صدوقٌ يَهِم [٨].
والحديث صحيح، كما سبق بيانه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
[تنبيهان]: (الأول): أن المصنّف رحمه الله تعالى ذكر الاختلاف فِي حديث عبد الله ابن حنين، هل رواه عن عليّ -رضي الله عنه- بواسطة ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما، أم رواه عنه مباشرة، فرواه داود بن قيس، والضحاك بن عثمان، وتابعهما محمد بن عجلان فِي "الكبرى"، فرووه جميعًا عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن ابن عبّاس، عن عليّ -رضي الله عنه-، وخالفهما ابن شهاب، ومحمد بن عمرو، ونافع مولى ابن عمر، وتابعهم