ففيه مع إرساله ضعف؛ لأن ابن عقيل مختلفٌ فِي الاحتجاج به، إذا انفرد، فكيف إذا خالف، وعلى تقدير ثبوته، فلعلّه لبسه مرّةً قبل النهي. انتهى "فتح" ١١/ ٥١٠ - ٥١١.
[تنبيه]: كَانَ نقش خاتمه -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أشطر، فقد أخرج البخاريّ فِي "صحيحه" منْ حديث أنس -رضي الله عنه- أن أبا بكر -رضي الله عنه- لَمّا استُخلف كتب له (١)، وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر:"محمد" سطر، و"رسول" سطرٌ، و"الله" سطر. قَالَ الحافظ رحمه الله تعالى: هَذَا ظاهره أنه لم يكن فيه زيادة عَلَى ذلك، لكن أخرج أبو الشيخ فِي "أخلاق النبيّ -صلى الله عليه وسلم-" منْ رواية عرعرة بن الْبِرِند بكسر الموحّدة، والراء، بعدهما نون ساكنة، ثم دالٌ- عن عَزْرة -بفتح المهملة، وسكون الزاي، بعدها راء- ابن ثابت، عن ثُمامة، عن أنس -رضي الله عنه- قَالَ:"كَانَ فصّ خاتم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حبشيًّا، مكتوبا عليه لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، وعرعرة ضعّفه ابن المدينيّ، وزيادته هذه شاذّة. وظاهره أيضاً أنه كَانَ عَلَى هَذَا الترتيب، لكن لم تكن كتابته عَلَى السياق العاديّ، فإن ضرورة الاحتياج إلى أن يختم به يقتضي أن تكون الأحرف المنقوشة مقلوبة؛ ليخرج الختم مستويًا. وأما قول بعض الشيوخ: إن كتابته كانت منْ أسفل إلى فوق -يعني أن الجلالة فِي أعلى الأسطر الثلاثة، ومحمد فِي أسفلها، فلم أر التصريح بذلك فِي شيء منْ الأحاديث، بل رواية الإسماعيليّ يُخالف ظاهرها ذلك، فإنه قَالَ فيها:"محمد" سطر، والسطر الثاني "رسول"، والسطر الثالث "الله". ولك أن تقرأ "محمد" بالتنوين، وعدمه، و"الله" بالرفع، والجرّ. انتهى "فتح" ١١/ ٥١٦/ ٥١٧. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث أنس رضي الله تعالى عنه هَذَا متَّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه: