اليشكري، عن عمران بن حطان، قَالَ: كنت عند عائشة. وَقَالَ ابن حبّان فِي "الثقات": كَانَ يميل إلى مذهب الشُّرَاة وَقَالَ ابن الْبَرْقِي: كَانَ حروريا. وَقَالَ الدارقطنيّ: متروك؛ لسوء اعتقاده، وخبث مذهبه. وَقَالَ المبرد فِي "الكامل" كَانَ رأس القعد منْ الصُّفْريّة، وفقيههم، وخطيبهم، وشاعرهم. انتهى. والقعد: الخوارج كانوا لا يرون الحرب، بل ينكرون عَلَى أمراء الجور، حسب الطاقة، ويدعون إلى رأيهم، ويزينون مع ذلك الخروج، ويحسنونه. وَقَالَ أبو نواس:
فَكَأَنِّي وَمَا أُحْسِنُ مِنْهَا … قَعْدِي يُزَيِّنُ التَّحْكِيمَا
لكن ذكر أبو الفرج الأصبهاني، أنه إنما صار قعديا لما عجز عن الحرب. والله أعلم.
وكان منْ المعروفين فِي مذهب الخوارج، وكان قبل ذلك مشهورا بطلب العلم والحديث، ثم ابتُلي، وساق بسند صحيح، عن ابن سيرين، قَالَ: تزوج عمران امرأة منْ الخوارج؛ ليردها عن مذهبها، فذهبت به، وسماها فِي رواية أخرى حمزة، وأنشد له منْ شعره.
لَا يُعْجِزُ الْمَوْتَ شَيْءٌ دُونَ خَالِقِهِ … وَالْمَوْتُ يَفْنَى إِذَا مَا نَالَهُ الأَجَلَ
وَكُلُّ كَرْبٍ أَمَامَ الْمَوْتِ مُنْقَشِعُ … وَالْكَرْبُ وَالْمَوْتُ فِيمَا بَعْدَهُ جَلَلُ
وكان سفيان الثوريّ يُنشد هذين البيتين فِي الدنيا، وهما لعمران بن حطّان:
أَرَى أَشْقِيَاءَ الْقَوْمِ لَا يَسْأَمُونَهَا … عَلَى أَنَّهُمْ فِيهَا عُرَاةٌ وَجُوَّعُ
أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحَبُّ فَإِنَّهَا … سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ تَقَشَّعُ
قَالَ ابن قانع: توفي سنة (٨٤). رَوَى له البخاريّ، والمصنّف، وأبو داود، وله عند المصنّف هَذَا الْحَدِيث فقط، وله عند البخاريّ هَذَا، وحديث آخر فِي نقض الصورة، يشاركه فيه أبو داود (١).
٦ - (ابن عمر) عبد الله رضي الله تعالى عنهما ١٢/ ١٢.
٧ - (أبو حفص) عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ٦٠/ ٧٥. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سباعيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال
(١) راجع "تهذيب الكمال" ٢٢/ ٣٢٢ - ٣٢٥ و"تهذيب التهذيب" ٣/ ٣١٧ - ٣١٨.