كذلك بالإرسال، لكن أخرجه الإسماعيلي منْ وجه آخر عن ابن جريج، كرواية شعيب التي ليس فيها عن عبد الله، وذكر الدارقطنيّ فِي "العلل" أن ابن أبي عتيق، وعمر بن سعد، وافقا شعيبا، وابن جريج عَلَى قولهما:"عروة عن الزبير"، قَالَ: وكذلك قَالَ أحمد بن صالح، وحرملة عن ابن وهب، قَالَ: وكذلك قَالَ شبيب بن سعيد، عن يونس، قَالَ: وهو المحفوظ.
قَالَ الحافظ: وإنما صححه البخاريّ مع هَذَا الاختلاف؛ اعتمادًا عَلَى صحة سماع عروة منْ أبيه، وعلى صحة سماع عبد الله بن الزبير منْ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فكيفما دار فهو عَلَى ثقة، ثم الْحَدِيث ورد فِي شيء يتعلق بالزبير، فداعية ولده متوفرة عَلَى ضبطه، وَقَدْ وافقه مسلم عَلَى تصحيح طريق الليث، التي ليس فيها ذكر الزبير، وزعم الحميدي فِي "جمعه" أن الشيخين أخرجاه منْ طريق عروة، عن أخيه عبد الله، عن أبيه، وليس كما قَالَ، فإنه بهذا السياق فِي رواية يونس المذكورة، ولم يخرجها منْ أصحاب الكتب الستة إلا النسائيّ، وأشار إليها الترمذيّ خاصة. وَقَدْ جاءت هذه القصة منْ وجه آخر، أخرجها الطبري، والطبراني، منْ حديث أم سلمة، وهي عند الزهريّ أيضًا، منْ مرسل سعيد بن المسيب، كما سيأتي بيانه. انتهى "فتح" ٥/ ٣٠٧ - ٣٠٨.
(عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّام) رضي الله تعالى عنه (أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) الظرف متعلّق بـ"شهد". وفي رواية عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهريّ عند الطبري، فِي هَذَا الْحَدِيث: أنه منْ بني أمية بن زيد، وهم بطن منْ الأوس، ووقع فِي رواية يزيد بن خالد، عن الليث، عن الزهريّ، عند ابن المقري فِي "معجمه" فِي هَذَا الْحَدِيث أن اسمه حميد، قَالَ أبو موسى المديني فِي "ذيل الصحابة": لهذا الْحَدِيث طرق، لا أعلم فِي شيء منها ذكر حميد، إلا فِي هَذَا الطريق. انتهى. وليس فِي البدريين منْ الأنصار منْ اسمه حميد. وحَكَى ابن بشكوال فِي "مبهماته" عن شيخه أبي الحسن بن مغيث، أنه ثابت بن قيس بن شَمّاس، قَالَ: ولم يأت عَلَى ذلك بشاهد، قَالَ الحافظ: وليس ثابت بدريا. وحَكى الواحدي أنه ثعلبة بن حاطب الأنصاريّ، الذي نزل فيه قوله تعالى:{وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ} الآية [التوبة: ٧٥] ولم يذكر مستنده، وليس بدريا أيضًا، نعم ذكر ابن إسحاق فِي البدريين ثعلبة بن حاطب وهو منْ بني أمية بن زيد، قَالَ الحافظ: وهو عندي غير الذي قبله؛ لأن هَذَا ذكر ابن الكلبي أنه استُشهد بأحد، وذاك عاش إلى خلافة عثمان. وحَكى الواحدي أيضًا، وشيخه الثعلبي، والمهدوي أنه حاطب بن أبي بلتعة.
وتُعُقب بأن حاطبا وإن كَانَ بدريا، لكنه منْ المهاجرين، لكن مستند ذلك ما أخرجه