للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خالد، وروه بُكير بن الأشجّ، عن عمرو بن شعيب، عن الزهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة فقط، وحديث مالك، وعمرو بن شُعيب أولى بالصواب منْ قول ابن عيينة: "وشبل". انتهى.

(أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) وفي رواية ابن عيينة التالية: "كنا عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقام إليه رجلٌ، فَقَالَ: أنشدك بالله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله"، وفي رواية شعيب: "بينما نحن عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-"، وفي رواية بن أبي ذئب: "وهو جالس فِي المسجد"، وفي رواية: "أن رجلا منْ الأعراب جاء إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو جالس"، وفي رواية: "إذ قام رجل منْ الأعراب".

وقوله: "أنشدك الله" -بفتح أوله، ونون ساكنة، وضم الشين المعجمة-: أي أسألك بالله، وضمن "أنشدك" معنى أُذَكِّرك، فحذف الباء: أي أذكرك، رافعا نشيدتي: أي صوتي، هَذَا أصله، ثم استعمل فِي كل مطلوب مؤكد، ولو لم يكن هناك رفع صوت، وبهذا التقرير يندفع إيراد منْ استشكل رفع الرجل صوته، عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مع النهي عنه، ثم أجاب عنه بأنه لم يبلغه النهي؛ لكونه أعرابيا، أو النهي لمن يرفع حيث يتكلم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى ظاهر الآية. وذكر أبو عليّ الفارسي أن بعضهم رواه بضم الهمزة، وكسر المعجمة، وغلطه.

(فَقَالَ أَحَدُهُمَا: اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَاب اللهِ) وفي رواية سفيان التالية: "إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله"، وفي رواية بحذف "ما"، وفي رواية الليث: "إلا قضيت لي بكتاب الله"، قيل: فيه استعمال الفعل بعد الاستثناء بتأويل المصدر، وإن لم يكن فيه حرف مصدري؛ لضرورة افتقار المعنى إليه، وهو منْ المواضع التي يقع فيها الفعل موقع الاسم، ويراد به النفي المحصور فيه المفعول، والمعنى هنا: لا أسألك إلا القضاء بكتاب الله. ويحتمل أن تكون "إلا" جواب القسم؛ لما فيها منْ معنى الحصر، وتقديره: أسألك بالله، لا تفعل شيئا إلا القضاء، فالتأكيد إنما وقع لعدم التشاغل بغيره، لا لأن لقوله: "بكتاب الله" مفهوما، وبهذا يندفع إيراد منْ استشكل، فَقَالَ: لم يكن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يحكم إلا بكتاب الله، فما فائدة السؤال والتأكيد فِي ذلك، ثم أجاب بأن ذلك منْ جُفاة الأعراب.

والمراد بكتاب الله ما حكم به، وكتب عَلَى عباده. وقيل: المراد القرآن، وهو المتبادر، وَقَالَ ابن دقيق العيد: الأول أولى؛ لأن الرجم والتغريب ليسا مذكورين فِي القرآن، إلا بواسطة أمر الله باتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم-. قيل: وفيما قَالَ نظر؛ لاحتمال أن يكون المراد ما تضمنه قوله تعالى: {أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} [النِّساء: ١٥] فبين النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن