هذه الإشارة لخصم المتكلم، وهو زوج المرأة، زاد شعيب فِي روايته:"والعسيف الأجير"، وهذا التفسير مدرج فِي الخبر، وكأنه منْ قول الزهريّ؛ لما عُرف منْ عادته أنه كَانَ يُدخل كثيرا منْ التفسير فِي أثناء الْحَدِيث، كما بيّنه الحافظ فِي مقدمة كتابه فِي المدرج، وَقَدْ فصله مالك، فوقع فِي سياقه:"كَانَ عسيفا عَلَى هَذَا"، قَالَ مالك: والعسيف الأجير، وحذفها سائر الرواة.
و"العسيف" -بمهملتين-: كالأجير وزنًا ومعنًى، والجمع عُسَفاء، كأُجَراء، ويطلق أيضًا عَلَى الخادم، وعلى العبد، وعلى السائل، وقيل: يطلق عَلَى منْ يُستهان به، وفسره عبد الملك بن حبيب بالغلام الذي لم يحتلم، وإن ثبت ذلك فإطلاقه عَلَى صاحب هذه القصة، باعتبار حاله فِي ابتداء الاستئجار. ووقع فِي رواية للنسائي فِي "الكبرى"(٧١٩٣) تعيين كونه أجيرا, ولفظه منْ طريق عمرو بن شعيب، عن ابن شهاب:"كَانَ ابني أجيرا لامرأته"، وسُمي الأجير عسيفا؛ لأن المستأجر يعسفه فِي العمل، والعسف الجور، أو هو بمعنى الفاعل؛ لكونه يعسف الأرض بالتردد فيها، يقال: عسف الليل عسفا: إذا أكثر السير فيه، ويطلق العسف أيضًا عَلَى الكفاية، والأجير يكفي المستأجر الأمر الذي أقامه فيه.
وقوله:"عَلَى هَذَا": ضَمَّنَ عَلَى معنى "عند" بدليل رواية عمرو بن شعيب، وفي رواية محمّد بن يوسف:"عسيفا فِي أهل هَذَا"، وكأن الرجل استخدمه فيما تحتاج إليه امرأته منْ الأمور، فكان ذلك سببًا لما وقع له معها.
(فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فأَخْبرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْتُ) وفي رواية سفيان: "فزنى بامرأته، فافتديت"، قَالَ فِي "الفتح": وَقَدْ ذكر عليّ بن المديني، رواية فِي آخره هنا:"أن سفيان كَانَ يشك فِي هذه الزيادة"، فربما تركها، وغالب الرواة عنه كأحمد، ومحمد ابن يوسف، وابن أبي شيبة، لم يذكروها، وثبتت عند مالك، والليث، وابن أبي ذئب، وشعيب، وعمرو بن شعيب، ووقع فِي رواية آدم:"فقالوا لي: عَلَى ابنك الرجم"، وفي رواية الحميدي:"فأُخبرتُ" بضم الهمزة عَلَى البناء للمجهول، وفي رواية أبي بكر الحنفي:"فَقَالَ لي" بالأفراد، وكذا عند أبي عوانة، منْ رواية ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، فإن ثبتت، فالضمير فِي قوله:"فافتديت منه" لخصمه، وكأنهم ظنوا أن ذلك حق له، يَستحق أن يعفو عنه عَلَى مال يأخذه، وهذا ظن باطل، ووقع فِي رواية عمرو بن شعيب:"فسألت منْ لا يعلم، فأخبروني أن عَلَى ابني الرجم، فافتديت منه".
(بِمِائَةِ شَاةٍ، وَبِجَارِيةٍ لِي) وفي رواية سفيان: "بمائة شاة، وخادم"، والمراد بالخادم: الجارية المعدة للخدمة، كما بيّنته الرواية الأولى، وفي رواية ابن أبي ذئب، وشعيب: