للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"بمائة منْ الغنم، ووليدة"، والوليدة فِي الأصل الطفلة، والجمع الولائد، وتطلق عَلَى الجارية، والأمة، وإن كانت كبيرة.

(ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ) وفي رواية سفيان: "فسألت رجالاً منْ أهل العلم"، وفي رواية معمر: "ثم أخبرني أهل العلم"، وفي رواية عمرو بن شعيب: "ثم سألت منْ يعلم". قَالَ الحافظ: لم أقف عَلَى أسمائهم، ولا عَلَى عددهم، ولا عَلَى اسم الخصمين، ولا الابن، ولا المرأة. (فَأَخْبَرُونِي) وفي رواية ابن أبي ذئب: "فزعموا" (أَنَّمَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مِائَةٍ) قَالَ فِي "الفتح": بالإضافة للأكثر، وقرأه بعضهم بتنوين "جلدٌ" مرفوعًا، وتنوين "مائةً" منصوبًا عَلَى التمييز، ولم يثبت رواية. انتهى. (وَتَغْرِيبُ عَامٍ) أي إبعاده عن وطنه (وَإِنَّمَا الرَّجْمُ عَلَى امْرَأَتِهِ) وفي رواية سفيان: "وعلى امرأة هَذَا الرجم"، وفي رواية عمرو بن شعيب: "فأخبروني أن ليس عَلَى ابني الرجم" (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ) وفي رواية مالك: "أما والذي" (لَأَقْضِيَنَّ) بتشديد النون للتأكيد (بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ) وفي رواية عمرو بن شعيب: "بالحق"، وهي تُرَجِّح أول الاحتمالات الماضي ذكرها (أَمَّا غَنَمُكَ وَجَارِيَتُكَ فَرَدٌّ إِلَيْكَ) وفي نسخة: "عليك وفي رواية سفيان: "المائة شاة، والخادم ردّ": أي مردود، منْ إطلاق لفظ المصدر عَلَى اسم المفعول، كقولهم: "ثوب نسج": أي منسوج، ووقع فِي رواية صالح بن كيسان: "أما الوليدة والغنم فردها وفي رواية عمرو بن شعيب: "أما ما أعطيته، فرد عليك"، قَالَ فِي "الفتح": فإن كَانَ الضمير فِي "أعطيته" لخصمه تأيدت الرواية الماضية، وإن كَانَ للعطاء فلا.

(وَجَلَدَ ابْنَهُ مِائَةً، وَغَرَّبَهُ عَامًا) هَذَا ظاهر فِي أن الذي صدر حينئذ، كَانَ حكما، لا فتوى، بخلاف رواية سفيان ومن وافقه بلفظ: "وعلى ابنك جلد مائة، وتغريب عام".

قَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: هو محمول عَلَى أنه -صلى الله عليه وسلم- عَلِم أن الابن كَانَ بكرا، وأنه اعترف بالزنا، ويحتمل أن يكون أضمر اعترافه، والتقدير: "وعلى ابنك إن اعترف"، والأول أليق، فإنه كَانَ فِي مقام الحكم، فلو كَانَ فِي مقام الإفتاء، لم يكن فيه إشكال؛ لأن التقدير: إن كَانَ زنى، وهو بكر، وقرينة اعترافه حضوره مع أبيه، وسكوته عما نسبه إليه، وأما العلم بكونه بكرا، فوقع صريحا منْ كلام أبيه، فِي رواية عمرو بن شعيب، ولفظه: "كَانَ ابني أجيرا لامرأة هَذَا، وابني لم يحصن".

(وَأَمَرَ أُنَيْسًا) -بنون، ومهملة، مصغرًا- (أَنْ يَأْتِيَ امْرَأَةَ الآخَرِ) وهكذا فِي رواية يونس، وصالح بن كيسان، وفي رواية سفيان: "واغد يا أنيس عَلَى امرأة هَذَا زاد محمّد بن يوسف: "فاسألها"، قَالَ ابن السكن فِي "كتاب الصحابة": لا أدري منْ هو؟