للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"حَرّم أبو بكر الخمر عَلَى نفسه، فلم يشربها فِي جاهلية، ولا إسلام"، ويحتمل إن كَانَ محفوظا أن يكون أبو بكر وعمر زارا أبا طلحة فِي ذلك اليوم، ولم يشربا معهم، قَالَ: ثم وجدت عند البزار منْ وجه آخر، عن أنس، قَالَ: "كنت ساقي القوم، وكان فِي القوم رجل يقال له: أبو بكر، فلما شرب قَالَ: تحيي بالسلامة أم بكر الأبيات، فدخل علينا رجل منْ المسلمين، فَقَالَ: قد نزل تحريم الخمر … " الْحَدِيث، وأبو بكر هَذَا، يقال له: ابن شغوب، فظن بعضهم أنه أبو بكر الصديق، وليس كذلك، لكن قرينة ذكر عمر تدلّ عَلَى عدم الغلط فِي وصف الصديق، فحصلنا تسمية عشرة، قَالَ: وَقَدْ قدمت فِي غزوة بدر منْ المغازي، ترجمة أبي بكر بن شغوب المذكور، وفي "كتاب مكة" للفاكهي منْ طريق مرسل، ما يشيد ذلك. انتهى "فتح" ١١/ ١٥٨ - ١٥٩.

(إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ) وفي الرواية التالية: "فدخل علينا رجل"، وفي رواية للبخاريّ: "فجاءهم آت". قَالَ الحافظ: لم أقف عَلَى اسمه، ووقع فِي رواية حميد، عن أنس، عند أحمد بعد قوله: "أسقيهم، حَتَّى كاد الشراب يأخذ فيهم"، ولابن مردويه: "حَتَّى أسرعت فيهم"، ولابن أبي عاصم: "حَتَّى مالت رءوسهم، فدخل داخل"، وعند البخاريّ فِي "المظالم" منْ طريق ثابت، عن أنس: "فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مناديا، فنادى"، ولمسلم منْ هَذَا الوجه، فإذا مناد ينادي: "أن الخمر قد حرمت"، وله منْ رواية سعيد، عن قتادة، عن أنس نحوه، وزاد: "فَقَالَ أبو طلحة: اخرج، فانظر ما هَذَا الصوت"، وللبخاريّ فِي "التفسير" منْ طريق عبد العزيز ابن صهيب، عن أنس، بلفظ: "إذ جاء رجل، فَقَالَ: هل بلغكم الخبر، قالوا: وما ذاك؟ قَالَ: قد حرمت الخمر". وهذا الرجل يحتمل أن يكون هو المنادي، ويحتمل أن يكون غيره، سمع المنادي، فدخل إليهم، فأخبرهم. وَقَدْ أخرج بن مردويه، منْ طريق بكر بن عبد الله، عن أنس: قَالَ: لما حُرّمت الخمر، وحلف عليّ أناس منْ أصحابي، وهي بين أيديهم، فضربتها برجلي، وقلت نزل تحريم الخمر"، فيحتمل أن يكون أنس خرج، فاستخبر الرجل، لكن أخرجه منْ وجه آخر: أن الرجل قام عَلَى الباب، فذكر لهم تحريمها، ومن وجه آخر: "أتانا فلان منْ عند نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "قد حرمت الخمر، قلنا: ما تقول؟، فَقَالَ سمعته منْ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الساعةَ، ومن عنده أتيتكم".

(وَأَنَا قَائِمٌ عَلَيْهِمْ) أي عَلَى عموته (أَسْقِيهِمْ) يحتمل أن يكون بفتح الهمزة، مضارع سقى ثلاثيًّا، كما فِي قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: ٢١]، ويحتمل أن يكون بضمها، مضارع أسقى رباعيًّا، كما قوله تعالى: {لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} الآية [الجن: ١٦] (مِنْ فَضِيخ لَهْمْ)