للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يشرب ما شاء منْ شراب أهل اليمن المتنوّع، غير أنه يجتنب المسكر منْ أي نوع كَانَ.

والحديث فيه عنعنة أبي إسحاق، لكن يشهد له ما قبله، فهو صحيح، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٢٣/ ٥٥٩٨ - وفي "الكبرى" ٥١٠٦. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٦٠٠ - (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيشُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ الأَيَامِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ": هو المعروف بـ"خَتّ"، كوفيّ الأصل، ثقة [١٠]. و"أَبُو دَاوُدَ": هو الطيالسيّ المذكور قبل حديث.

و"حَرِيش -بفتح أوله، وكسر الراء، آخره شين معجمة- ابن سُليم" -مصغّراً- أو ابن أبي الْحَرِيش الجعفيّ، أو الثقفيّ، أبو سعيد الكوفيّ، صدوقٌ (١) [٧].

رَوَى عن حبيب بن أبي ثابت، وطلحة بن مصرّف، وزُبيد الأياميّ. وعنه أبو خيثمة الجعفيّ، وأبو داود الطيالسيّ، وابن إدريس، وعبد الحميد الْحِمَانيّ، ومحمد بن الصَّلْت الأسديّ. قَالَ أبو مسعود: حدثنا أبو داود، حدثنا حَرِيش بن سُليم، كوفيّ ثقة. وَقَالَ إسحاق بن منصور، عن ابن معين: ليس بشيء. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". تفرّد به المصنّف بهذا الْحَدِيث، أعاده آخر الباب أيضًا، وأبو داود بحديث واحد.

و"طلحة الأياميّ": هو ابن مصرّف بن عمرو بن كعب الكوفيّ، ثقة قارىء فاضل [٥] ١٩١/ ٣٠٦.

والحديث متّفقٌ عليه، كما سبق قبل حديث. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٦٠١ - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (٢) عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (٣) الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، السَّدُوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، سَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّا نَرْكَبُ أَسْفَارًا، فَتُبْرَزُ لَنَا الأَشْرِبَةُ فِي الأَسْوَاقِ، لَا نَدْرِي أَوْعِيَتَهَا؟، فَقَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، فَذَهَبَ يُعِيدُ، فَقَالَ: كُلُّ


(١) قَالَ عنه فِي "التقريب": مقبول، والحق أنه ثقة؛ لأنه رَوَى عنه جماعة، ووثقه أبو داود الطيالسيّ، وابن حبّان، وأما قول ابن معين: إنه ليس بشيء، فهذه العبارة عنده لها معنيان: أحدهما يريد بها تضعيفه، والثاني يريد بها أنه قليل الرواية، وهذا الثاني هو الظاهر هنا.
وبالجملة فهو لا ينقص عن درجة الصدوق، ولذا قلت فِي الشرح: صدوقٌ. فتأمل. والله تعالى أعلم.
(٢) وفي نسخة: "أخبرنا".
(٣) وفي نسخة: "أخبرنا".