للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُسْكِرٍ حَرَامٌ، فَذَهَبَ يُعِيدُ، فَقَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ).

رجال هَذَا الإسناد: أربعة:

١ - (الأسود بن شيبان السدوسيّ) أبو شيبان البصريّ، ثقة عابد [٦] ١٠٧/ ٢٠٤٨.

٢ - (عطاء) بن أبي رَبَاح. والباقيان تقدّما قريبًا. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

عن الأسود بن شيبان رحمه الله تعالى، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً) ابن أبي رباح (سَألَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّا نَرْكَبُ أَسْفَارًا) بفتح الهمزة جمع سفر -بفتحين- وهو قطع المسافة، يقال: ذلك إذا خرج للارتحال، أو لقصد موضع فوق مسافة الْعَدْوَى؛ لأن العرب لا يُسقون مسافة العدوى سفرًا، والمعنى هنا: إنا نركب مواضع أسفار، ولفظ "الكبرى": "إنا نركب فِي أسفارنا" (فَتُبْرَزُ) بالبناء للمفعول: أي تُظهر، وتُقدّم (لَنَا الْأَشْرِبَةُ) بفتح الهمزة، جمع شراب (فِي الْأَسْوَاقِ، لَا نَدْرِي أَوْعِيَتَهَا؟) بفتح الهمزة: جمع وعاء بالكسر: هو ما يُوعَى فيه الشيء: أي يُجمَع، ولفظ "الكبرى": "لا ندري ما أوعيتها؟ " (فَقَالَ: كُل مُسْكِرٍ حَرَامٌ) جواب عطاء هَذَا مختصر مفيد لجواب السائل وأكثر؛ لأنه فصّل له، فكأنه قَالَ له: لكم أن تشربوا كلّ ما يأتيكم منْ الشراب، إلا المسكر (فَذَهَبَ يُعِيدُ) أي شرع السائل يعيد سؤاله مرّة أخرى (فَقَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، فَذَهَبَ يُعِيدُ، فَقَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ) أي الجواب ما ذكرته لك، ليس لي جواب غيره، فإنه موضّح لاستشكالك بأبلغ وجه، وأوجزها. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

والأثر هَذَا صحيح الإسناد مقطوع، تفرد به المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٢٣/ ٥٥٦٠٠ - وفي "الكبرى" ٢٤/ ٥١٠٨. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٦٠٢ - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ (١)، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ (٢)، عَنْ هَارُونَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "هارون بن إبراهيم": هو أبو محمد الأهوازيّ، ثقة [٧] ٣٣/ ٥٤٩١.

والأثر صحيح الإسناد موقوف، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه


(١) هو ابن نصر.
(٢) هو ابن المبارك.