عن عروة بن رُوَيم رحمه الله تعالى (أَنَّ ابْنَ الدَّيْلَمِيِّ) عبد الله بن فيروز (رَكِبَ يَطْلُبُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ) رضي الله تعالى عنهما، والجملة فِي محلّ نصب عَلَى الحال منْ الفاعل (قَالَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ) وفي الرواية الآتية بعد باب: "قَالَ: دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو فِي حائط له بالطائف، يقال له: الوَهْط … " الْحَدِيث. وأخرج ابن خزيمة فِي "صحيحه" منْ طريق محمد بن المهاجر، عن عروة بن رُويم، عن ابن الديلميّ -الذي كَانَ يسكن بيت المقدس- أنه مكث فِي طلب عبد الله بن عمرو بن العاص بالمدينة، فسأل عنه؟ قالوا: سافر إلى مكة، فأتبعه، فوجده قد سافر إلى الطائف، فاتّبعه، فوجده فِي مزرعة، يمشي مخاصرًا رجلاً منْ قُريش، والقرشيّ يُزَنّ بالخمر، فلما لقيته سلمت عليه، وسلّم عليّ، قَالَ: ما غدا بك اليوم، ومن أين أقبلت؟ فأخبرته، ثم سأدته، هل سمعت يا عبد الله بن عمرو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر شراب الخمر بشيء؟ قَالَ: نعم، فانتزع القرشيّ يده، ثم ذهب، فَقَالَ: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول:"لا يشرب الخمر رجل منْ أمتي، فتقبلَ له صلاةٌ أربعين صباحًا". انتهى (فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو، رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ذَكَر شَأْنَ الْخَمْرِ بِشَيْءٍ؟) جملة "ذكر" فِي محلّ نصب على الحال منْ المفعول (فَقَالَ) عبد الله -رضي الله عنه- (نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ:"لَا) نافية، والفعل بعدها مرفوع (يَشْرَبُ الْخَمْرَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي، فَيَقْبَلَ اللهُ مِنْهُ) بكسر الموحّدة، يقال: قبلت العقدّ أقبَله، منْ باب تعِب قَبولًا بالفتح، والضمُّ لغة حكاها ابن الأعرابيّ. قاله الفيّوميّ. وهو منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد الفاء السببّية؛ الواقعة بعد النفي، كما قَالَ فِي "الخلاصة":
وقوله:(صَلَاةً) منصوب عَلَى المفعولية لـ"يقبل" (أَرْبَعِينَ) منصوب عَلَى الظرفيّة (يَوْمًا) منصوب عَلَى التمييز، ويحتمل أن يكون "صلاة" مضافًا إلى "أربعين"، والإضافة بمعنى "فِي".
قَالَ السيوطيّ فِي "حاشية الترمذيّ": ذُكِرَ فِي حكمة ذلك أنها تبقى فِي عروقه، وأعصابه أربعين يوماً. نقله ابن القّيم. انتهى "شرح السنديّ" ٨/ ٣١٤. والله تعالى