للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَقَدْ رحل أيضًا أبو أيوب الأنصاريّ -رضي الله عنه- فِي حديث واحد إلى عقبة بن عامر الجهني، أخرجه أحمد بسند منقطع، وأخرجه الطبراني منْ حديث مسلمة بن مُخَلَّد، قَالَ: أتاني جابر، فَقَالَ لي: حديث بلغني أنك ترويه فِي الستر، فذكره.

وأخرج أبو داود منْ طريق عبد الله بن بريدة، أن رجلاً منْ الصحابة رحل إلى فَضَالة ابن عبيد، وهو بمصر فِي حديث. ورَوَى الخطيب، عن عبيد الله بن عدي، قَالَ: بلغني حديث عند عليّ -رضي الله عنه- فخفت إن مات أن لا أجده عند غيره، فرحلت، حَتَّى قدمت عليه العراق.

وعن الشعبي فِي مسألة: إن كَانَ الرجل ليرحل فيما دونها إلى المدينة. يعني منْ الكوفة. ورَوَى مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قَالَ: إن كنت لأرحل الأيام والليالي، فِي طلب الْحَدِيث الواحد (١).

ونحو هَذَا منْ رحلة السلف رحمهم الله تعالى فِي طلب العلم كثير، وَقَدْ ألف فيه الخطيب البغداديّ رحمه الله تعالى "الرحلة فِي طلب الْحَدِيث"، وهو كتاب ممتع جدًّا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٦٦٨ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا خَلَفٌ -يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ- عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: الْقَاضِي إِذَا أَكَلَ الْهَدِيَّةَ، فَقَدْ أَكَلَ السُّحْتَ، وَإِذَا قَبِلَ الرِّشْوَةَ، بَلَغَتْ بِهِ الْكُفْرَ، وَقَالَ مَسْرُوقٌ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَقَدْ كَفَرَ، وَكُفْرُهُ أَنْ لَيْسَ لَهُ صَلَاةٌ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا. و"خلف بن خليفة": هو الأشجعيّ مولاهم، أبو أحمد الكوفيّ، نزيل واسط، ثم بغداد، صدوقٌ اختلط فِي الآخر، وادّعى أنه رأى عمرو بن حُريث الصحابيّ -رضي الله عنه-، فأنكر ذلك عليه ابن عُيينة، وأحمد [٨] ١١٠/ ١٤٩. و"منصور بن زاذان": هو الثقفيّ، أبو المغيرة الواسطيّ، ثقة ثبت عابد [٦] ٥/ ٤٧٥. و"الحكم بن عُتيبة": هو الكنديّ، أبو محمد الكوفيّ، ثقة ثبت فقيه ربما دلّس [٥] ٨٦/ ١٠٤. و"أبو وائل": هو شقيق بن سلمة الأسديّ الكوفيّ، مخضرم ثقة [٢] ٢/ ٢. و"مسروق": بن الأجدع بن مالك الهمدانيّ، أبو عائشة الكوفيّ، مخضرم ثقة فقيه عابد [٢] ٩٠/ ١١٢. والسند فيه ثلاثة منْ التابعين، يروي بعضهم عن بعض: الحكم، عن أبي وائل، عن مسروق. والله تعالى أعلم.


(١) راجع "الفتح" ١/ ٢٣٤ - ٢٣٦.