تحمل عَلَى معنى لا تشربوا مسكرًا؛ لما مرّ آنفًا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
وقوله: (خَالَفَهُ أَبُو عَوَانَةَ) يعني أن أبا عوانة خالف شريكًا فِي رواية هَذَا الْحَدِيث سندًا، ومتنًا، كما بينه بقوله:
٥٦٨٢ - (أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا (١) إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَجَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قُرْصَافَةَ، امْرَأَةٌ مِنْهُمْ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتِ: "اشْرَبُوا وَلَا تَسْكَرُوا".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَهَذَا أَيْضًا غَيْرُ ثَابِتٍ، وَقُرْصَافَةُ هَذِهِ لَا نَدْرِي مَنْ؟، وَالْمَشْهُورُ عَنْ عَائِشَةَ خِلَافُ مَا رَوَتْ عَنْهَا قُرْصَافَةُ).
"أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ": هو أحمد بن عليّ المروزيّ القاضي، ثقة حافظ [١١]، منْ أفراد المصنّف.
و"إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَجَّاجٍ" النيليّ -بكسر النون- أبو إسحاق البصريّ، ثقة [١٠].
رَوَى عن حماد بن زيد، وأبي عوانة. وعنه أبو بكر المروزيّ، وأبو يعلى، وخليفة ابن خيّاط. ذكره ابن حبّان فِي "الثقات". ووثقه الدارقطنيّ. وَقَالَ ابن قانع: مات سنة (٢٣٢). تفرد به المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط.
[تنبيه]: قوله: "النيليّ" -بكسر النون-: نسبة إلى بيع النيل، وإلى النيل بلد عَلَى الفرات، قاله فِي "لبّ اللباب" ٢/ ٣١٠. وفي "القاموس": النِّيل بالكسر: نهر مصر، وقرية بالكوفة، وأحرى بِيَزْدَ، وبلد بغداد ونبات الْعِظْلَم، ونباتٌ آخر ذو ساق صُلْبٍ، وشُعَبٍ دِقَايٍ، وورَقٍ صغار مُرَصَّفَة منْ جانبين. انتهى.
و"أبو عوانة": هو الوضّاح بن عبد الله الواسطيّ.
و"قرصافة" الذُّهْليّة، لا يُعرف حالها [٣].
والحديث ضعيف، تفرد به المصنّف هنا -٤٨/ ٥٦٨١ - وفي "الكبرى" ٤٩/ ٥١٨٩. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
(قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ) أي النسائيّ رحمه الله تعالى (وَهَذَا أَيْضًا غَيْرُ ثَابِتٍ) أي هَذَا الْحَدِيث أيضًا غير ثابت كسابقه، ثم بيّن علة عدم ثبوته بقوله: (وَقُرْصَافَةُ هَذِهِ لَا نَدْرِي مَنْ هِيَ) أي إنها مجهولة (وَالْمَشْهُورُ عَنْ عَائِشَةَ) رضي الله تعالى عنها (خِلَافُ مَا رَوَتْ عَنْهَا قِرْصَافَةُ)
(١) وفي نسخة: "أخبرنا".