قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"عليّ بن المبارك": هو الْهُنائيّ البصريّ، ثقة، منْ كبار [٧]. و"كريمة بنت همام" مقبولة [٣] ١٩/ ٥٠٩٢.
وقولها:"نُهيتم" بالبناء للمفعول. وقولها:"ماء حُبّكن": "الحبّ" بضم الحاء المهملة، وتشديد الموحّدة-: هو الخابية، فارسيّ، معرّب، جمعه حِباب، وحِبَبَةٌ، وزان عِنَبة. أفاده فِي "المصباح". وفي "القاموس": الحُبّ: الْجرّة، أو الضخمة منها، أو الخشبات الأربع، توضع عليها الجرّة، ذات الْعُروتين، والكرامةُ غطاء الجرّة، ومنه "حُبًّا وكرامةً"، جمعه أَحباب، وحِبَبة، وحِبَاب. انتهى.
وقولها:"وإياكن والجرّ الأخضر": إنما خصت الأخضر؛ لإسراع الإسكار فيه، كما تقدّم البحث عنه ٢٩/ ٥٦٢٣.
وقولها:"وإن أسكركنّ الخ: غرض عائشة رضي الله تعالى عنها بهذا الكلام التشديد فِي شأن المسكر، كما سبق فِي كلامها الماضي.
والحديث صحيحٌ، وكريمة رَوَى عنها يحيي بن أبي كثير، وعلي بن المبارك، ومحمد بن مِهْزم العبديّ، وحديثها يشهد له حديث جسرة المتقدّم، وَقَدْ تفرد به المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٤٨/ ٥٦٨٣ - وفي "الكبرى" ٤٩/ ٥١٩١. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ": الجحدري البصريّ، ثقة [١٠] منْ أفراد المصنّف. و"خالد": هو ابن الحارث الْهُجيميّ البصريّ الثقة الثبت [٨]. و"أبان بن صمعة": هو الانصاريّ البصريّ، صدوقٌ تغيّر آخرًا [٧].
والحديث موقوف صحيح، ولا يضره جهالة أم أبان؛ لأن له شواهد منْ أحاديث عائشة رضي الله تعالى عنها سبق سردها فِي الباب ٢٣ - "تحريم كل شراب أسكر". وهذا الأثر تفرد به المصنّف، أخرجه هنا -٤٨/ ٥٦٨٤ - وفي "الكبرى" ٤٩/ ٥١٩٢. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وقوله:(وَاعْتَلُّوا بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ) الضمير للذين أباحوا شرب المسكر، يعني أن منْ جملة العلل التي ذكروها فِي دعواهم جواز شرب المسكر ما لم يسكر هو حديث عبد الله بن شداد، عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما